للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقع ما توقعه شالح عن مستقبل أخيه الفديع والذي قتل في إحدى معارك قحطان وعتيبة، ورثاه بهذه القصيدة المعروفة والمعبرة:

امس الضحى عديت روس الطويلات … وهيضت في راس الحجا ما طرا لي

وتسابقن دموع عيني غزيرات … وصفقت بالكف اليمين الشمالي

وجريت من خافي المعاليق ونات … والقلب من بين الصناديق جالي

واخوي باللي يم قارة خفا فات … من عاد عقبه بيستر خمالي؟

ليته كفاني سو بقعا ولا مات … وإن كفيته سو قبر هيالي

وليته مع الحيين راعي الجمالات … وانا فدا له من غبن الليالي

واخوي باللي يوم الاخوان فلات … من خلقته ما قال: ذا لك وذا لي

تبكيه هجن تالي الليل عجلات … ترقب وعدها يوم غاب الهلالي

وتبكي على شوفه بني عفيفات … من عقب فقده حر من الدلال

عون العديم ان جا نهار المثارات … والخيل من حسه بجبهن جفال

[شالح وابنه ذئب]

كان لشالح ستة أبناء (ذعار، وذيب، ومناحي، وسداح، وعبد اللَّه، ومحمد) رباهم شالح على مكارم الأخلاق وعلى الفروسية وتبين للأب أن من بينهم من يعيضه في أخيه الفديع، فكان ذيب محط اهتمام أبيه، حيث لمح فيه معاني الفروسية والرجولة منذ الصغر.

وبرز ذيب بفروسيته وأصبح مضرب المثل بشجاعته بين قبائل الجزيرة العربية، وربما كان من أبرز فرسان نجد في العصر الحديث.

وبقى شالح يترقب الفرص بالحمدة من رؤساء قبيلة عتيبة، لأخذ ثأر أخيه الفديع والذي قتلته عتيبة كما أسلفنا.

وسنحت الفرصة لشالح لأخذ الثأر من الحمدة، بعد أن تقابل الطرفان في إحدى المعارك بالميدان، وعمد أحد فرسان آل هدلان (١) للفارس عبيد بن تركي بن


(١) هو مبارك بن غنيم آل كليفيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>