إن قبيلة الظفير قبيلة متآلفة فيما بينها وهي سريعة الوصول إلى الأرض التي تريدها كما هو الواضح من لقبها (الشعطان) من لهجة العامة في النار إذا انتشرت في الخرقة بسرعة قالوا: شعطت، فكذلك قبيلة الظفير تشعط في العدو وتصل إليه بسرعة، كما أن لديها ميزة تنفرد بها في الغزو من بين القبائل العربية، وهذه الميزة هي: أن قبيلة الظفير إذا أرادت أن تغزو على قبيلة أخرى غزت بالرجال والنساء والأطفال حتى أن الرجل يتشجع أكثر فإما أن يغزو ويحمي محارمه ويفدي بروحه وإما أن يجلس مع المؤخرة وهذا عيبًا لا يغتفر، ولذلك سميت قبيلة الظفير (أهل السبيب المتدلي والظعن موليِّ) كما سمي شيخهم وهو سلطان بن صويط (غزاي بأمه) فلهذه الأسباب تنتشر قبيلة الظفير في الأرض التي تريد أن تغزوها، كذلك فهم بدو صِرفًا فحيث ما ذكر لهم الكلأ ذهبوا إليه وهم مع ذلك شديدو الأنفة، يأنفون الظلم ولا يعرفون المجاملة ولا المداراة ولا يقبلون أي إنسان يريد تغيير عاداتهم التي تطبَّعوها، فهاهم يدافعون عن عادة شيوخهم آل صويط، حيث إن آل صويط يقولون أنهم من الأشراف فلا يزوجون بناتهم لغير آل صويط، فإذا أتى أي شخص يريد كسر هذه العادة فإنهم يأنفون منه فإن قدروا على محاربته حاربوه وإلَّا رحلوا عن بلاده التي هو فيها، وهذا هو الذي جعلهم لا يثبتون في بلد معيَّن حتى جاء صقر الجزيرة العربية الملك عبد العزيز وذلك بفضل الله، فأمَّن السبل وجمع القلوب فرجعوا إلى بلادهم الأولى واستقروا فيها وذلك حوالي عام ١٣٤٥ هـ حينما أتى بهم أميرهم عجمي بن صويط - رحمه الله.
فمن مواطنهم:
١ - ما بين القصيم وحائل مقابلين للمدينة المنورة وهذا في القرن السابع الهجري يقول ابن فضل الله العمري:(شمَّر ولام من عرب الحجاز، وديارهم جبلا طيئ، أجا وسلمى، وظفير من بنى لام ومنزلهم الظعن قبالة المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام).