للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[السواركة]

[نسب القبيلة]

أجمع الرواة من كبار قبيلة السواركة في شمالي سيناء وقد أكده في هذا القرن بعض الباحثين في مصنفاتهم مثل نعوم شقير في تاريخ سيناء وعارف العارف في تاريخ بئر السبع في أن أصل السواركة يعود إلى العدنانية وهم من ذرية الصحابي الجليل عكاشة بن محصن بن حرثان من بني غنم أحد بطون بني أسد العدنانية الشهيرة (١)، وهو أسد بن خُزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن معد بن عدنان.

وقد كان عكاشة بن مِحْصن من أجمل وأتقى الرجال في عصره وشهد المشاهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم نال الشهادة في سبيل الله أثناء حروب الردة عام ١٣ هـ وكان من صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - المقربين له.

[نبذة عن عكاشة - رضي الله عنه - وهو جد السواركة الأول]

كان عكاشة بن محْصن من خيرة الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقد قال عنه الرسول ذات مرة: عكاشة منا آل البيت. وهنا يقصد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مكانة عكاشة كبيرة لاعتباره قريبًا أو كانه من بيت النبي الهاشمي، وكان عكاشة حليفًا لبني عبد شمس من قريش في مكة المكرمة بعد أن غادر قومه بني أسد في نجد، ثم بعد الهجرة إلى المدينة المنورة حالف أحد عشائر الأنصار، ومات عكاشة شهيدًا في المعارك مع المرتدين في نجد، ومن العجيب أن يُقتل على أيدي قومه من بني أسد، وذلك أثناء قتال المرتدين في عهد الخليفة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه، وكان على رأس المرتدين طليحة بن خويلد الأسدي الذي ادعى النبوة وتبعه بعض دهماء العرب من أسد وغيرهم، وبعد هزيمته كغيره من المرتدين في جزيرة العرب فرَّ من وجه المسلمين ثم أتى بعد ذلك وأسلم لدين الله، فقال له عمر بن الخطاب - رضي الله عنه مؤنبًا إياه: أقتلت الرجل الصالح عكاشة بن مِحْصن؟!

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس له مع جماعة من الصحابة:


(١) من بني أسد عدة رجال من الصحابة وكان منهم رهط أم المؤمنين زينب بنت جحش وهي من زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان لبني أسد ذكر في فتوح العراق وخاصة في معارك القادسية، وقد استلحمهم سعد بن أبي وقاص القرشي ضد الفُرس، وكان لهم بسالة في القتال ضد جيوش رستم وقد قطعوا خراطيم الفيلة، وكان منهم رماة قد أصابوها في أعينها، وكان بنو أسد العدنانيون يسكنون شمال نجد في جبلي أجا وسلمى ثم بعد قدوم قبائل طيئ القحطانية من اليمن أيام الجاهلية تغلبوا على تلك المناطق وملأوا السهل والوعر، وقد تسمى جبلي أجا وسلمى باسم شَمَر وهو بطى من طيئ في نجد، ونزح بنو أسد إلى العراق ولم تعد لهم بقية تذكر في بلادهم، وهم يشكلون قبيلة الآن تسمى بنو أسد ذكرها العزاوي العراقي في كتابه عشائر العراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>