للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - جُذام

كانت جُذام عصبة من البدو يحتلون الصحاري الواقعة فيما بين الحجاز والشام ومصر. وكانوا يرتزقون من إرشاد القوافل في الطرق التجارية التي تربط ما بين جزيرة العرب والشام ومصر.

وأدى اختلاطهم المستمر بالشام ومصر إلى انتشار الأفكار المسيحية بينهم منذ زمن مبكر. وفي السنين الأولى للهجرة نجدهم على رأس المستعربة أو العرب المتنصرة حلفاء البيزنطيين. وكانت مسيحيتهم في كلّ حال سطحية. وكانت علاقاتهم الأولى بالإسلام غير ودية على الإطلاق، ولكنهم أثبتوا بعد إحراز المسلمين النصر النهائي على البيزنطيين أنهم حلفاء مخلصون للعرب، وساعدوهم مساعدة عظيمة في إكمال فتح الشام. وكان نتيجة ذلك أن عوملوا كمهاجرين (١).

وجُذام من قدماء عربان مصر، قدموا مع عمرو بن العاص (٢). وهم يتفقون مع لخم في أمور كثيرة بحكم الصلة القديمة القوية بينهما فقد كان نفر منهم معها في خطتها (٣). وكان نفر منهم في اللفيف مثلها (٤). وكانوا يرتبعون في طرابية وفربيط (٥). وهما جزء من مرتبع لخم. وكذلك نزل قوم منهم أكناف صان وأبليل وطرابية مع خشين ولخم فلم يحفظوا (٦). ويذكر الكندي أن نفرا منهم اختصموا إلى عبد الله بن سعد أمير مصر فحولهم إلى عثمان بن قيس يقضي بينهم (٧). وقد تحركوا من مصر نحو الغرب فاقام بعضهم في جبلي برقة الشرقي والغربي، كما كان بعضهم يسكن العريش (٨).


(١) Ency. Isl. I، p. ١٠٥٨ - ١٠٥٩
(٢) نهاية الأرب ص ١٧٤ البيان ص ٢٧.
(٣) فتوح مصر ص ١١٩.
(٤) الانتصار ج ٤ ص ٤.
(٥) فتوح مصر ص ١٤٢ - ١٤٣.
(٦) المصدر نفسه.
(٧) القضاة ص ٣٠٢.
(٨) كتاب البلدان ص ١١٨، ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>