للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبل الحديث عن حياة جذلان وأبنائه وأحفاده، وعن أفخاذ الجذالين وفروعهم ومساكنهم، يُحسن بنا أن نتحدث عن نسبهم وعن أصولهم الضاربة في عمق التاريخ، عن قبيلة طيئ ثم عن بني لام ثم عن الكثران (١) الذين يرجع نسب جذلان إليهم، وسيكون ذلك بإيجاز مفيد بعون اللَّه تعالى.

أولًا: قبيلة طيئ:

طيئ قبيلة من قبائل العرب الشهيرة، كانت من أقوى القبائل العربية، ويذكر النسابون أنها قبيلة من كهلان القحطانية، وينتسب إليها عدد كثير من الأجواد والفرسان والشعراء، فطيئ من أرجاء العرب، وهي قادرة لقوتها وكثرتها أن تستقل بنفسها وتستغني عن غيرها، وطيئ هو (جُلهُمة) بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان ابن النبي هود -عليه الصلاة والسلام-، وهود من عاد، وعاد من إرم، وإرم من سام بن نوح، ونوح من آدم -عليهما السلام-. ومعظم المصادر تقول: إن طيئًا سُمي بطيئ لأنه أول من طوى المنازل أو المناهل، أي جاز منهلا إلى منهل آخر ولم ينزل (٢) وقال البَطْلَيوسي إنما اشتق طيئ من طاء يطوء إذا ذهب وجاء، والطاعة بعد الذهاب في الأرض والمرعى (٣)، وفي هذا الاشتقاق علاقة بهجرة قبيلة طييء من مساكنهم الأولى باليمن إلى شمال الجزيرة العربية بالجبلين، إذ يقرر البكري أن بين الجوف (منازل طيئ باليمن) وبين الجبلين (أجأ وسلمى) حيث هاجروا واستقروا مسيرة شهر (٤).

أما مساكن طيئ فقلنا إنها في الجوف من بلاد اليمن وهو اليوم محله مراد وهمدان، وكان أكثر مساكنهم في واد يدعى ظريبا، وكان الوادي مسبعة، وفي ذلك يقول طيئ وقد حملوه من مكانه باليمن إلى بلاد الجبلين -وكان معمرًا- يقول:


(١) للاستزادة من أخبار طيئ وبني لام والكثران انظر ما يلي:
١ - شعر طيئ وأخبارهم في الجاهلية والإسلام د/ وفاء السنديوني - دار العلوم.
٢ - المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب للمغيري.
(٢) معجم البلدان ١/ ١٢٢/ أجأ.
(٣) الاقتضاب للبطليوسي ١٢٦ - ١٢٧. ولسان العرب ضوأ.
(٤) معجم ما استعجم للبكري ٣/ ٧٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>