للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يضع خشبة في حائطي فاعلموا أني مجنون فاكووني، ومن وجد لأبي شريح سمنًا أو لبنًا أو جدايةً (١) فهو له حل فليأكله وليشربه.

قال الواقدي وكان له مال بالمدينة فيه ما ذكر فكان الناس يرعون فيه (٢).

وجاء أيضًا: أبا شريح الخزاعي، نصح عمرو بن سعيد فقال لا تغز مكة فإني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنما أذن اللَّه لي في القتال بمكة ساعة من نهار، ثم عادت كحرمتها فأبى عمرو أن يسمع قوله، وقال: نحن أعلم بحرمتها منك أيها الشيخ" (٣).

ذؤيب بن حلحلة (*) الخزاعي

هو ذؤيب أبو قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد اللَّه بن عمير بن حُبشية بن سلول بن كعب (٤).

هو صاحب بُدن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان يبعث معه الهدي ويأمره إذا عطب منها شيء قبل محله أن ينحره، ويخلي بينه وبين الناس وبينه.

عن ابن عباس: أن ذؤيبًا أبا قبيصة حدثه: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يبعث معه بالبُدن، ثم يقول: إن عطب منها شيء قبل محله، فخشيت عليه موتًا، فانحرها، ثم اغمس نعلها في دمها ثم اضرب به صفحتها، ولا تطعم منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك.

شهد الفتح مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان يسكن قُدَيدًا (٥)، وله دار بالمدينة وعاش إلى زمن معاوية.

وذؤيب والد قبيصة، له صحبة ورواية، وجعل أبو حاتم الرازي ذؤيب بن حبيب غير ذؤيب بن حلحلة، فقال: ذؤيب بن حبيب الخزاعي، أحد بني مالك


(١) الجدابة: الغزال.
(٢) الموفقيات/ ص ٥١٢.
(٣) كان ذلك سنة (٦٠ هـ) بين عبد اللَّه بن الزبير والأمويين (طبري ٥/ ٣٤٦).
(*) أسد الغابة ٢/ ١٨٢.
(٤) طبقات خليفة/ ١٠٧.
(٥) قُديد: موضع قرب مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>