للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المدينة سنة ١٢٢٧ هـ، لكنه لم يذهب إلى مصر ويستنجد بمحمد علي باشا كما نقل البلادي عن رواية العَوَام من كبار السن (١). وإنما انضم إلى قوات طوسون باشا أثناء حصارها للمدينة بعد استيلاء القوات المصرية على المنطقة بين ينبع والمدينة كما أوضحنا في المبحث السابق.

وبعد دخول قوات محمد علي باشا على المدينة واستيلائها على منطقة الحجاز لمع نجم الشيخ جزا بن عامر في ظل القضاء على مشيخة ابن مضيان في الحجاز كما أسلفنا. لكن قواد محمد علي باشا - وخاصة محافظ المدينة ديوان أفندي - أرادوا الحدَّ من القوة المتنامية لهذا الزعيم البدوي، واستعجل محافظ المدينة التخلص من هذا الشيخ أثر مشاجرة بينهما، فدبر مقتله في شهر شعبان سنة ١٢٢٩ هـ (الموافق أغسطس ١٨١٤ م) (٢).

[وصل بن عامر]

بعد مقتل جزا بن عامر ثارت قبائل حرب على محمد علي باشا وقواده في الحجاز، وقطعت الطريق بين ينبع والمدينة وهو طريق الإمدادات الرئيسي للقوات المصرية في الجزيرة العربية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الأحامدة ومن معهم من حرب صمموا على حصار المدينة مطالبين برأس محافظها ديوان أفندي. وهنا اضطر محمد علي باشا إلى التحرك لتسكين هذه الثورة. فأرسل ابنه طوسون من مكة إلى وادي الصفراء للتفاوض مع قبائل حرب، ونجح في تهدئة الفتنة والتوصل إلى هدنة مع القبائل، ساعده في ذلك وفاة محافظ المدينة أثناء التفاوض بين الطرفين، ويقال إن قتله كان مدبرًا، فجنحت القبائل إلى الصلح بعد أن تم دفع دية الشيخ جزا الأحمدي وفق ما طلبه شيوخ الأحامدة وعلى رأسهم أخوه الشيخ وصل بن عامر (٣).

لكن محمد علي قام بتعيين الشيخ زيد بن محمود الفضيلي في مشيخة قبيلة الأحامدة ومن يتبعها من قبائل حرب.


(١) نسب حرب، للبلادي، مصدر سابق، ص ١٧٩.
(٢) انظر تفاصيل هذا الخبر في كتاب: (فصول من تاريخ قبيلة حرب) لفايز الحربي، حوادث سنة ١٢٢٩ هـ.
(٣) انظر تفاصيل هذا الخبر في كتاب: (فصول من تاريخ قبيلة حرب) لفايز الحربي. نقلًا عن: (كتاب: مواد لتاريخ الوهابيين للرحالة جوهان بوركهات، ترجمة د. عبد الله بن صالح العثيمين، جامعة الملك سعود، الطبعة الأولى، ص ١٦٠ وما بعدها .. وانظر كتاب: محمد علي وشبه الجزيرة، تأليف د. عبد الرحيم عبد الرحيم ج ١ ص ٣٢٧/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>