للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قريش]

قبل الدخول إلى التفصيل عن أشهر بطون قريش القديمة في الديار المصرية نفصل لمحة عن كِنَانة أصل قريش، ومن المعروف أن جد قريش هو فهر ومن لم يجتمع فيه فليس بقرشي، ولقب أبناء فهو بقريش كما يقول الباحثون لتقرشهم حول الكعبة بعد أن جمعهم قُصي بن كلاب جد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد كانوا بيوتًا متفرقين في قومهم كِنَانة، والتقرش هو التكتل والتجمع وقيل: إن قريشا منسوبة لسمك أو وحش البحر الذي يجتمع حول فريسته وهو ما يعرف بالقرش. وفِهْر هو ابن مَالِك بن النَضْر بن كنَانة بن خُزيْمَة بن مِدْركَة بن إلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعْد بن عَدْنان. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نحن بنو النضر بن كنَانة، وكانت تسكن الحجاز منذ سنة ١٠٠ ميلادية وديارهم في تهامة حول مكة المكرمة وقد تزعمهم قُصي بن كلاب حوالي ٤٤٠ م. وفي بداية القرن السابع الميلادي كانت كِنَانة وقريش تعبدان العُزَّى وهو صنم نصبه عمرو بن لُحيَ جد خُزَاعة حول الكعبة المشرفة، وكان في الجاهلية أيضًا معبودان آخران لكِنَانة هما القمر والدبران، ورغم أن قريشا من كِنَانة إلا أن الأولى لزعامتها وانبثاقها عن كِنَانة لا تفتأ أن تتحارب معها، ففي عام ٥٨٠ م نشبت حرب عظيمة بين قريش وباقي كِنَانة. أما ما يختص بهجرة باقي كِنَانة خلاف قُرَيْش إلى مصر فأمرها غير معروف تمامًا، لكن في زمن البطريرك شنودة في أواخر القرن السابع الميلادي وفي الربع الثالث من القرن الأول الهجري عام ٨١ هـ - ٧٠٠ م، كان بنو مَدْلَج من كِنَانة من القوة بحيث استطاعوا أن يحاصروا مدينة الإسكندرية، وامتنعوا عن دفع الضرائب حتى جردت عليهم حملة خاصة (١) ثم نجد أن كِنَانة بعد ذلك بأعوام قليلة يساهمون في الثورة القبطية خصوصًا بني مَدْلج هؤلاء، ومن كِنَانة قدمت طائفة للديار المصرية على عهد الصالح بن رزيك وزير الخليفة الفاطمي عام ٥٤٥ هـ ونزلوا دمياط وما حولها (٢) وكانت كِنَانة العدنانية في أوائل القرن التاسع للهجرة حوالي عام ٨٣٠ هـ ثلاثة بطون هم:


(١) عن ماك مايكل ج ص ١٤١، ص ١٤٢.
(٢) عن البيان والإعراب للمقريزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>