للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تفرق عشائر الأساعدة في نجد]

أخذوا يتنقلون مع القبائل في نجد حتى قرَّ بهم القرار قرب بقعاء شرق حايل، وهم في طريقهم للشمال، وأرسلوا رُوَّادًا إلى آل هذال شيوخ عنزة يطلبون النزول في جوارهم وكانت قبيلة عنزة في ذلك الزمن تسيطر على نجد وتعتبر أقوى قبائله، وقبل رجوع الرواد أشار عليهم بعضهم بالقصد إلى جهة ابن عريعر الخالدي في الأحساء، فأخذوا يتداولون الرأي والمشورة فسمي موضعهم ذلك قارة الشور إلى اليوم، وهو على مقربة من بقعاء، واستقر رأيهم على السير إلى الأحساء، إلَّا ثلة منهم أشملت لابن هذال وهم الذين سكنوا الكويت والعراق أخيرًا وفي طريقهم إلى الشمال نزل بعضهم الجوف وهم آل مويشير ومن رافقهم من الأساعدة ولم يبق منهم في بقعاء سوى بريك السعدي في جماعة قليلة من قرابته الأدنين، أما الذين قصدوا الأحساء فأجنبوا متجهين إليه وفي طريقهم مكثوا في نفوذ الثويرات على مقربة من علقة، وذهب جماعة منهم يقنصون فواجههم رجال من أهل علقة فقتلوهم عن آخرهم فغضب الأساعدة ومالوا على البلد فقتلوهم، قالوا: ولكثرة من قتل فيها من الفريقين سميت علقة من علقة الدم، ثم رغبوا في السكن فقال أحدهم: ازلفوا عن هذه العلقة مسافة فسميت الزلفي (١) لقوله ازلفوا وسكنها بعضهم، أما جمهورهم فاتجهوا أولا إلى الأحساء ونزلوا المبرَّز وعرفت بهم أخيرًا حلة من أحيائه (حلة العتبان) ونزل عليهم بعد أَفناء من برقاء من العصّمة والمقّطة وغيرهم وقيل أنهم هم الذين نزلوا على العصمة والله أعلم ..

وعند نزولهم الأحساء أهدوا لابن عريعر فرسا سابقا تسمى الهدباء وربطوا معه حلفًا، وكانوا يغزون معه في جيشه بل كانوا من بطانته الخاصة حتى أنه لما طُرِد ابن عريعر، وقاموا عليه المهاشير من قبيلته أعاد له الأساعدة ملكه، وضبطوا البلد، وأرسلوا إليه وهو في الشمال فعاد إلى الأحساء فعرف لهم صنيعهم


(١) هذا التعليل من استنتاجات العامة، وإلا فاسم الزلفي قديم ذكره ياقوت في المعجم رسم الزليفات.

<<  <  ج: ص:  >  >>