للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القديم أن (رضا) من أكثر أسماء الآلهة ورودًا، وأنه اسم للمشترى حسب التسمية العربية الشمالية له، وأنه من أصنام الشمال كتدليل على نسبه لطيئ.

وذكر د. جواد علي أن (ودَّ) الصنم الذي ورد ذكره في القرآن موجود في دومة الجندل وأنه يعبد من بعض قبائل تميم وطيئ والخزرج وهذيل ولخم (١)، كما تحدث عن (مناة) الصنم الآخر الذي ورد ذكره في القرآن {اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ … (٢٠)} [النجم]، وأن انتشار اسم مناة بين القبائل دليل على عبادته عند القبائل كتميم وطيئ وكنانة، وأشار الدكتور جواد علي في مفصله إلى وجود من عبد الظواهر من طيئ كالنجوم والجبل (٢).

وهكذا نرى أن طيئا كسائر معظم القبائل العربية لَمْ تكن على دين واحد، فمنهم من اعتنق النصرانية، ومنهم من عبد الأصنام، ومنهم من عبد الظواهر.

[دخول طيئ في الإسلام]

من المعروف أن نور الإسلام بدأ يشع ساطعا في الآفاق بعد الهجرة النبوية المباركة وبعد غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي كانت أولاها غزوة بدر الشهيرة، ثم بعدها غزوة أحد والمعارك الإسلامية الأخرى إذ قويت شوكت الإسلام وأصبح مرهوب الجانب وكان للانتصارات التي حققها المسلمون بقيادة المصطفى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في معاركه الأولى أثرها البالغ وردود فعلها الهامة لدى القبائل.

وطيئ إحدى القبائل التي تقطن الجبلين ولم تكن على مسافة بعيدة عن يثرب (مدينة الرسول) وعاصمة الدولة الإسلامية الحديثة، لَمْ يكن دخولها في الإسلام دفعة واحدة، وقد ذكر كتاب المصادر الإسلامية أن أول اتصال بين الإسلام وطيئ تم في السنة الخامسة من الهجرة عندما وجه الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى أسد، وطيئ كما ذكر ابن حبيب (٣) إلَّا أن المسعودي ذكر أنَّها في السنة السادسة للهجرة وقد وجهت إلى أجأ وسلمى.

وفي السنة التاسعة (٤) للهجرة بعث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سرية علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلى طيئ وكان هدفهم صنم طيئ (الفلس) لهدمه،


(١) د. جواد علي - المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ٦/ ٢٥٠، ٢٥٦، ٣١٤.
(٢) المرجع نفسه.
(٣) ابن حبيب - المحبر ١٢٠، المسعودي التنبيه والأشراف ص ٢٥٢.
(٤) المغاري للواقدي ج ٣ ص ٩٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>