للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشورته في الحروب، وقد كان هو عقيد آل مرة بعد وقعة آل فطيس والمناصير وكذلك في بدع طوق ومعارك أخرى وقيل: إنه هو والعقيد علي آل فاضل في وقت واحد.

ولكن الدليل على أن علي الفاضل أكبر من ابن جلاب سنّا هو أن ابن جلاب وقد غزى لحضرموت أو وادي (جعلان) ووجد إبلا وأخذها، ووجد عندها رجلا كهلا قد طعن في السن، فسأله عما إذا كان أحد قد غزاه من قبل، فقال ذلك الرجل الكهل: "نعم، سبق وأن غزانا علي آل فاضل عندما كنت طفلا".

وكان يملك إحدى خيرة مرابط الخيل وهي (كحيلة ابن جلاب) وتسمى (كحيلات الجلابية) ومربطها من عند الشيخ عبد اللَّه بن حمد آل خليفة شيخ البحرين (١).

[إبليس والدنيا ونفسي والهوى]

كان العقيد (الغيهبان) في الرملة، وكانت معه زوجته وعبده، وذات يوم سرح العبد عند الإبل، وذهب الغيهبان إلى بئر ماء قريبة منهم تسمى (الأطواء) (٢) ولما عاد، فإذا بإبله قد أخذها القوم وزوجته قد سلبت ووجدها قد جلست وطمرت نفسها بالتراب لتستر نفسها، فأقبل عليها وهو على فرسه، ومد عليها الرمح وأمرها أن تمسكه، فمسكته فجذبها فإذا بها، واقفة، وكانت قد نقضت شعرها وأسدلته على مقدمة جسمها ليسترها، فأخذ يضحك عليها ويداعبها وهي تبكي، أعطاها عباءته، ولحق بالقوم، وقتل منهم سبعة عشر فارسًا، ورد الإبل ورد عبده وغنم منهم ورد بعضهم (منيع)، وأنشد يقول:

يا اللَّه يا لمطلوب يا جزل العطاء … يا للي بسد الكامتين أدراي

اللي إلى من قلت: (كن)، كان الحياء … محيي العضاة البايده بالماء (٣)

أنا بليت بغلمة لم يخلقوا … ما خلقوا الا لشقوتي وعنائي (٤)


(١) كتاب الخيل عند العرب عز وكبرياء ص ١١٧.
(٢) الاطواء- مورد ماء شرقي السليل، في طرف الرملة من الجبل.
(٣) العضاة: العظام البالة.
(٤) غلمه: طغمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>