الأمر الحادي والعشرون: ليس بكثير أن ينسب الهمداني شعر شاعر إلى شاعر آخر عمدًا، وأن يبدل رواية الشعر عمدًا، لأنه يصنع النظم الطويل والحدث الجسيم!!.
الأمر الثاني والعشرون: أن الكذب و (الفولكلور) إنما يبرز في "الإكليل" .. أما حديثه عن المواضع فلا غرض له في أن يجعل أبَانَيْنِ بحد القصيم الغربي جبلين بصعدة!! .. وليس بيده تزوير المحسوس!!.
الأمر الثالث والعشرون: أن كثيرًا مما ذكره الهمداني ليس عيبه أنه مصدرُه الوحيدُ، وإنما عيبه من ثلاثة أوجه:
أولها: أن فيه ما ينافي المدوَّن المعروف كمنافاته لمنازل القبائل لدى قدماء المعجميين.
وثانيها: أنه تفرد بأحداث يعتبر سكوت التاريخ نفيًا لها؛ لأن عجز جهود العلماء في زمن محصور وبقع محددة عن إثباتها نفي حاضر يقتضي العلم بالعدم لا مجرد عدم العلم.
وثالثها: أن هذه الأحداث في سياق أحداث مماثلة بكتب الهمداني من أخبار وأشعار دلت القرائن والشواهد على أنها مزيفة كدعواه أحداثًا بين العواسج، وعنز بن وائل برهنت على زيفها في كتابي عن أخبار بعض القبائل، والله المستعان.
(انتهى قول أبو عبد الرحمن الظاهري).
تعليق على هذا البحث من علَّامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر:
حين بعث إليَّ أخي الأستاذ أبو عبد الرحمن بن عقيل هذا البحث، خيرني بين أمرين، نشره أو عدم نشره، وكدت حين قرأت فاتحته (أكاذيب الهمداني) ثم قول الأستاذ أبي عبد الرحمن: (إن الهمداني بِعُرْف المحدثين كذاب وضاع) كدت أسارع لقذفه بين ما أرمي به مما لا أعبأ به، غير أنني فكرت مليًّا، فرأيت أن لا أقابل تحية هذا الأستاذ الكريم وهديته لي ولإخواني ممن كانت صلة الهمداني بقبيلتهم من بواعث النيل منه، يضاف إلى هذا أن الأستاذ أبا عبد الرحمن لم يقل