على الرغم من أن الطوارق يتمتعون بخصائص أصيلة تميزهم عن جميع القبائل الصحراوية، فهم يشتركون في بعض السمات مع جيرانهم التيدة، وهم مثل التيدة، يرتدون لباسا من القطن ويحملون اللثام الذي اشتهروا والذي اتخذوه إشارة ورمزا لهم منذ أقدم العصور. وهذا التشابه في العادات هو الذي جعل فليكس جوتيه يعتقد أن الطوارق الأوائل استولوا على الأراضي التي كانوا يحتلونها واغتصبوها من قوم لهم شكل زنجي عام من أقارب التيدة، ولكن هذا الرأي كان ولا يزال مجرد فرض وحتى لو كان صحيحًا فهو لا يلقي ضوءا على أصل الطوارق، حيث إن أصل التبو (التيدة) لا يزال مجهولًا لدينا، فلا نعرف ما إذا كانوا من الزنوج أو هم ينتمون إلى قبائل الشمال.
واللثام الذي يحمله الطوارق، على عكس الاعتقاد السائد، ليس بلباس وقائي ضد رياح الصحراء وزوابعها الرملية (ولو كانت له هذه المزية لسارعت جميع قبائل الصحراء إلى تبنيه منذ أجيال طويلة)، ولكنه عادة عريقة حيث كان قدماء الطوارق يحملونه لوقاية الفم والمناخر، وبالتالي، مداخل الجسم من تسرب الأرواح الخبيثة إليه.
وقبيل الطوارق ينقسم إلى ثلاثة فروع أساسية: طوارق تاسيلي ناجَّار وأهجار، وأدرار نيفوغاس، وهي موزعة على هذا الترتيب من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، ولكن معظم الطوارق الذين يقدر عدد مجموعتهم بنحو ١٤٠ ألف نسمة موزعون في مناطق أخرى غير هذه، ولا سيما في آبر وشمال السودان وشرقيه، على أن أهجار هي مركز القبيل، وهي المعقل الذي استعصى على النفوذ الأجنبي من جميع الأنواع وفي جميع الأوقات.
والأراضي التي كان يعيش فيها الطوارق وينتجعون الكلأ قديمًا أراضي شاسعة تمتد على وجه التقريب حتى شمال ورقلة وحتى القطرون شرقًا، ووراء