بسلطنة الحجاز، وأقام أحسن قيام، وضبط الأمور والأحكام على أحسن نظام، وأمنت البلاد واطمأنت العباد وقُطع دابر الفساد، فكانت القوافل والأحمال تسير بكثير من الأموال مع آحاد الرجال، ولو في المخاوف والمهالك، وخافه كل مقدام فاتك، وكان عظيم القدر مفرط السخاء، بصيرًا بفضل الأمور، شجاعًا مقدامًا، صاحب فراسة عجيبة.
[فراسته]
كان -رحمه اللَّه- شديد الفراسة. روى عنه الكثير مما يدل على فراسته وفطنته -عليه رحمة اللَّه- ومنها:
اختصم عنده رجلان مصري ويماني في جارية فادعى كل واحد منهما أنها له وأقام بذلك بينة.
فأجال فكرته الوقادة وطلب قليلًا من الحبوب وقال لها: ما اسم هذا في بلادكم؟ فقالت بر فحكم بها لليمني. فظهر بعد ذلك أنها ملكهـ حيث إنه في بلاد اليمن يسمون الحب بر. ولا يتسع هنا المجال لذكر الكثير من فراسته - عليه رحمة اللَّه.
[العلماء في بلاطه]
كان -رضي اللَّه عنه- يجيز على التآليف والقصائد الألوف وأكثر.
قال صاحب الخلاصة:
"كان محبا للعلماء معظمًا لهم كثير الإنعام عليهم فكانوا يقتربون إلى خدمته بالتآليف الجليلة فيجزهم عليها بالجوائز الجليلة.
كان الشريف حسن -يرحمه اللَّه- ذا فضل باهر وأدب غض وحاضرة فائقة واستحضار غريب.