للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذهب كُثَيِّر:

ورد عنه "كان كُثَيِّر شيعيًا غاليًا يزعم أن الأرواح تتناسخ ويحتج بقول اللَّه تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (٨)} [الانفطار].

"وكان كُثَيِّر كيسانيًا يرى الرجعة".

كان كُثَيِّر يتشيع، ويزعم أن محمد ابن الحنفية لم يمت وقال في ذلك:

أَلا إِنَّ الأئمَّة من قُريشٍ … وُلاةُ الحقِّ أربعةٌ سواءُ

عليٌّ والثَّلاثَةُ من بَنيه … همُ الأسباطُ ليس بهم خَفَاءُ

فَسبْطٌ سبطُ إيمان وبرٍّ … وسبطٌ غَيَّبته كَربَلاءُ

وَسبطٌ لا تراه العينُ حتَّى … يَقُود الخَيلَ يقدُمها اللِّواءُ

تَغيَّب لا يُرَى عنهم زمَانًا … برَضْوَى عنده عسلٌ وماءُ (١)

ولقد وردت روايات طريفة حول ما قاله كُثَيِّر في مثل هذه الأمور لابد من ذكرها لاكتمال صورة البحث التي تتعلق به:

دخل عبد اللَّه بن حسن على كُثَيِّر يعوده في مرضه الذي مات فيه، فقال له كُثَيِّر: ابشر! فكأنك بي بعد أربعين ليلة قد طلعت عليك على فرس عتيق. فقال له عبد اللَّه بن حسن: مالك عنيف لعنة اللَّه! فواللَّه لئن مت لا أشهدك ولا أعودك ولا أكلمك أبدًا.

ورواية ثانية: كان أبو هاشم عبد اللَّه بن محمد بن علي قد وضع الأرصاد على كُثَيِّر فلا يزال يؤتى بالخبر من خبره، فيقول له إذا لقيه: كنت في كذا وكنت في كذا إلى أن جرى بين كُثَيِّر وبين رجل كلام فأتي به أبو هاشم: فأقبل به على أدراجه فقال له أبو هاشم: كنت الساعة مع فلان فقلت له كذا وكذا وقال لك كذا وكذا، فقال له كُثَيِّر: أشهد أنك رسول اللَّه (٢).

ورواية ثالثة وقعت له مع عمته:

كان كُثَيِّر يدخل على عمة له برزة فتكرمه وتطرح له وسادة يجلس عليها، فقال لها يومًا: لا واللَّه ما تعرفيني ولا تكرمينني حق كرامتي!


(١) الأغاني ٩/ ١٤.
(٢) الأغاني ٩/ ١٦، ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>