للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن المهم أن نلحظ ميل خولان إلى الشعر كذلك. ولا شك في أن ميول خولان المدنية تعود إلى حياتها الأولى قبل الإسلام في اليمن إذ كانت تعرف الاستقرار والزراعة والصناعة، كما قلنا من قبل.

بذلك تفرغ من مالك، فنفرغ أيضًا من مُرّة الفوع الأول الكبير من قبائل عريب وننتقل إلى الفرع الكبير الثاني.

مَذْحِج

كانت مَذْحِج في حرب مع عامر بن صعصعة حوالي الوقت الذي ظهر فيه النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وانتقل جانب منها إلى الكوفة حيث كانت أسر منها ذات سيطرة مع أسر كندة وهمدان (١).

أما بالنسبة إلى مصر فمذحج من قبائل الفتح. واختطت بين خولان وتجيب (٢)، ويبدو أنَّها لعبت دورا خطيرا في السياسة المصرية. فكانت ميولها علوية، وكان منها الأشتر النخعي أمير مصر لعلي، الذي سُمّ عند جسر القلزم في أول رجب سنة ٣٧ هـ قبل أن يدخل مصر (٣). كما كان منها حجر بن الحارث بن قيس، الذي كان علويا أول الأمر شهد صفين مع علي، ثم صار من الخوارج وحضر مع الحرورية النهروان، ثم خرج وصار إلى مصر برأي الخوارج، وكان أول من قدمها برأيهم وظل فيها حتى خرج منها إلى ابن الزبير في إمارة مسلمة بن مخلد على مصر (٤٧ - ٦٢ هـ) (٤). وأغلب الظن أن حجرًا هذا جعل ينشر مبادئ الخوارج بين المصريين طوال إقامته بينهم، وأنه كان يفعل ذلك في الخفاء، وأن المصريين أقبلوا على دعوته تلك إقبالا شديدًا. وكانت قبيلته ممن اعتنق مبادئه، فإنها اشتركت مع ابن جحدم ضد مروان بن الحكم، وسجل عبد الرَّحمن بن الحكم ذلك لها في قوله:

وأحياء مَذْحِج والأشعرين … وحِمْيَر كاللهب المحرق (٥)

ونتحدث الآن عن القبائل التي مثلت مَذْحِج في مصر.


(١) فتوح مصر ص ١٢٦ الأنساب ص ٥١٧، ٨٢. Ency.IsI.I،P
(٢) فتوح مصر ص ١٢٦ الانتصار ج ٤ ص ٤.
(٣) الولاة ص ٢٣ - ٢٥.
(٤) الخطط ج ٤ ص ١٥١.
(٥) الولاة ص ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>