حظيت منطقتنا (منطقة الباحة) بالقسم الوافر من المشاريع الحيوية الهامة والاعتمادات العامة فيما يختص بالمنطقة والمحافظة والمراكز وخلافها وذلك بدعم وجهود ومساعي أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير: محمد بن سعود بن عبد العزيز، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود حفظهما اللَّه.
[بادية غامد]
الحقيقة إنه لم يعد هناك بادية بالمعنى الصحيح في وقتنا الحاضر فحكومتنا الرشيدة بفضل نشرها للمدارس والعلم والتعليم حولت حياة البادية إلى حياة حضارية مستقرة ونقلت أبناء البادية من الرعي، وتربية المواشي إلى أفضل مجالات الحياة العصرية الحديثة. وحمل أبناء البادية في هذا العصر الشهادات العليا وأوسمة الشرف يديرون أعمالا مهمة في الدوائر الحكومية وفي القطاعات المختلفة. وقد تحولت منازل البادية في وقتنا الحاضر من بيوت الشعر إلى قصور فخمة وبساتين وارفة، وعلى طول الطرق الحديثة التي كانت أرضًا قفرًا نجد محطات الوقود والمطاعم والمقاهي والاستراحات والبقالات وقد توفرت فيها جميع المستلزمات. وما ذلك إلا بما تنعم به هذه البلاد من أمن وأمان في ظل رعاية حكومتنا الرشيدة أدام اللَّه عزها. وحاضرة بادية غامد مدينة العقيق، ويقال عقيق غامد، وكانت العقيق إلى عهد قريب بلدة صغيرة تحفها أشجار النخيل وبيوتها من الطين وسقوفها من الخشب وجريد النخيل وكانت محاصيل العقيق من التمور والحبوب قليلة، لا تقارن مثلا بمحاصيل بيشة وتربة من التمور والحبوب وغيرها.
كانت أول رحلة لنا إلى العقيق في عام ١٣٨٣ هـ في مهمة قضائية رأجمل مشهد استمتعنا به في تلك الرحلة هو وقوفنا على وادي العقيق ذلك المسيل العظيم وقفنا على حافته والمياه تنحدر وكأنها سلاسل الفضة تنساب في حرية كاملة حيث لا حواجز ولا موانع. ولا نعلم إلى أين تسير وإلى أين تنتهي. وقد اصطدنا من بين منعطفات ذلك المسيل ورواكده وغدرانه سمكًا كان لنا وجبة عشاء دسمة، ومدينة العقيق في وقتنا الحاضر غيرها بالأمس. فالالتفاتة الملكية الكريمة بإنشاء مطار منطقة الباحة في العقيق غير معالمها حيث أصبحت محط وإقلاع الرحلات الجوية وواجهة لمدخل المنطقة ولذلك كان لها الأولوية في التخطيط، والتنظيم