للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أيام حرب]

يوم الحرّة:

قتل فيه من سُلَيْم سبعين رجلًا، وقتل من بني حرب جماعة، منهم أربعة من أبناء محمود شيخ حرب: محمد وأحمد والحسن والحسين، ثم جمع لهم محمود فصبحهم يوم الرغامة، فقتل مائة رجل، وكانت عليهم يومئذ عمائم خز زرق، فلم يلبس سُلَّمي بعدها عمامة زرقاء (١).

[يوم شرف الإثاية]

يوم سار إليهم ابن ملاحظ وهو سلطان مكة، فقتلوا أصحابه وأسروه فأقام عندهم وقتًا، ثم منّوا عليه وخلوا سبيله (٢).

قلت: وهناك وقائع كثيرة حدثت بعد ذلك بين بني سُلَيْم وبني حرب يحفظها الرواة إلى اليوم، وسوف أوردها فيما أسميته بالتأريخ العائم. وفي سنة (٧١٩ هـ) كان الشريف رميثة بن أبي نمي مقبوضًا عند والي مصر، فهرب، وكتب الوالي إلى شيخ آل حرب يقول له: هذا هرب إلى بلادك معتمدًا عليك ولا أعرفه إلا منك، وإن لم تأتني به فأنت خصمي أنت أعنته على الخروج، فركب شيخ آل حرب بالهجن السبق وسار مُجدًا حتى أدرك الشريف رميثة تحت العقبة - وقد اطمأن فنام - فجلس عند رأسه وقال له: قم يا أسود الوجه. فقال له الشريف رميثة: صدقت لو لم أكن أسود الوجه ما نمت حتى أدركتني.

فلزمه ودخل به إلى مصر فوضع في السجن الكبير واحتفظ عليه، وكان القبض عليه في شهر جمادي الأولى من السنة المذكورة (٣).


(١) الإكليل ج ١.
(٢) الإكليل ج ١.
(٣) "سقط النجوم العوالي" ج ٤ ص (٢٣٠، ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>