للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدنا، فقال: السيد الله تبارك وتعالى، فقلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طَوْلا (١)، فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم (٢)، ولا يَسْتَجْرِيَنَّكُمْ الشيطان (٣). رواه أبو داود بسند حسن.

ومن وفود بني عامر بن صعصعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

١ - " وفد بني رؤاس"

ذكر الواقدي وفد بني رُؤاس بن كلاب، قال: إن رجلا يقال له: عمرو بن مالك بن قيس، قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، ثم رجع إلى قومه فدعاهم إلى الله فقالوا: حتى نُصيب من بني عُقيل مثل ما أصابوا منا، فذكر مقتلةً كانت بينهم، وأن عمرو بن مالك هذا قتل رجلا من بني عُقيل، قال: فشددت يدي في غل وأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبلغه ما صنعت فقال: لئن أتاني لأضربن ما فوق الغل من يده، فلما جئت سلمت فلم يرد عليَّ السلام وأعرض عني فأتيته عن يمينه فأعرض عني، فأتيته عن يساره فأعرض عني، فأتيته من قبل وجهه، فقلت يا رسول الله، إن الرب عز وجل ليترضى فيرضى فارض عني رضي الله عنك، قال: قد رضيت.

٢ - " وفد بني البكَّاء"

وذكر الواقدي وفد بني البكَّاء وأنهم قدموا سنة تسع، وأنهم كانوا ثلاثين رجلا، فيهم معاوية بن ثور البكاء، وهو يومئذ ابن مائة سنة ومعه ابن له يقال له بشر فقال: يا رسول الله إني أتبرك بمسك (٤) وقد كبرت وابني هذا بَرٌّ بي فامسح وجهه، فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجهه وأعطاه أعنزا عفرا، وبرك عليهن، فكانوا لا يصيبهم بعد ذلك قحط ولا سنة، وقال محمد بن بشر بن معاوية في ذلك:


(١) الفضل: الخير، الطول: الغنى والقدرة والعطاء.
(٢) كانوا قد مدحوه - صلى الله عليه وسلم -، فكره لهم المبالغة لأنها قد تؤدي إلى ما لا يحسن.
(٣) أي لا يجعلكم الشيطان جريا، والجري: الرسول الوكيل.
(٤) بمسك: أي بلمسك.

<<  <  ج: ص:  >  >>