ويزعم بعضهم أنهم دخلوا أرض سوف متأخرين جدا بعد أن كانوا في برقة وانتقلوا منها إلى قمودة ومنها إلى وادي سوف فنزلوا مع الرضوين، ثم بعد حين وقعت بينهم مشاحنات انتقلوا من أجلها إلى البهيمة وهم بها إلى الآن، ويقال: إن منهم أبياتا مع أولاد حامد بالزقم.
[كوينين]
قد سبق أن المكان الذي به القرية الآن هو الذي سمي كوينين. وعليه فهي لم تنتقل من محلها وإن كان أهلها في أماكن متعددة بعد أن انتقلوا منها.
وأهلها في هذا العهد ينقسمون إلى خمس عمائر.
[العميرة الأولى: القوارير]
قال القدماء: إن جدهم الذي ينتمون إليه كان أصل آبائه من أشراف المغرب القادريين، أتوا إلى توات فاختلطوا بأهل قورارا، ثم ولد لهم هذا المولود هناك فنسب لذلك المحل. وبعد أن كبر طوحته المقادير إلى أن نزل على رسوم القريتين اللتين كانتا في طريق تقرت بقرب سيف سلطان فسكن هناك، وبعد زمن يسير انتقل إلى موضعه الآن الذي بقرب كوينين قبل عمرانها بمدة مديدة، وأن العميرة الموجودة لهذا العهد تناسلت كلها منه إلا بيتا أو بيتين من غدامس ويعرفون من بينهم بهذه النسبة.
[العميرة الثانية: السوفية]
أصلهم من أولاد خليفة الذين هم بأعشاش الوادي سكنوا الهنشير القديم فأتاهم رجل من نفزاوة يقال له سيدي زكري، عرف بينهم بالصلاح فأمرهم ببناء بويتات هناك واختلط بهم وتصاهر معهم فصار منهم، وأمرهم بالاحتكار في المأكل والملبس ورتب لهم عوائد لا يتجاوزونها، ونهاهم عن الخروج عن طورهم قائلا لهم: إن حافظتم عليه - أي العوائد - تكونوا أنتم السوفية وسواكم يخرج من أرضه، فحافظوا على شروطه وتم لهم دوام السكنى بسوف كما قال وصاروا يفتخرون بذلك على غيرهم.