لا يجد الباحث مصادر يوثق بها تتعلق بتسجيل أنساب قبائل المملكة، وتفرع العشائر والبطون والأفخاذ، وتوصح الصلات من حيث النسب مع أن كثيرًا من القبائل نعي بحفظ أنسابها عنايه عظيمة، وقل أن توجد قبيلة لا يكون فيها من يعرف كل فروع قبيلته، بل يوجد من بين هؤلاء من يعرف الصلات والروابط النسبية بين تلك الفروع.
ولا شك أن حير من يجب أن يلتفت إلى هذا الجانب من حياة الأمة بالدراسة والتسجيل هم أبناء العشائر أنفسهم، ولا سيما بعد أن انتشر بينهم التعليم وحصل كثيرون منهم على نصيب وافر منه.
ولقد وقعت موقف الحائر -وأنا أدور هذه المعلومات عن هذا الجزء الحبيب من بلادنا- حيث لم أجد ما أعتمد عليه في تفصيل الحديث عن أنساب السكان في العهد الحاضر سوى ما كتبه الأستاذ فؤاد حمزة قبل أربعين سنة -تقريبًا- وهو رجل لم يزر هذه الجهة عند تدوين ما كتب، وليس من الخبيرين بأحوالها، ولكن الصلته القوية بالدولة استقى معلوماته من مصادر مختلفة فصارت أقرب إلى الصحة مما كتبه آخروں جاؤوا بعده وهم ليسوا من أهل هذه البلاد. إن مبعث الحيرة هو هل أهمل ذكر هذا الجانب الحيوي في بحث أردت منه أن يكون شاملا المختلف أوجه الحياه في هذه البلاد؟ أم أكتفي بما كتبه الأستاذ فؤاد؟ لقد اخترت الأخير، وأضفت إليه بيانًا مفصلا، يحوي كل أسماء العشائر والبطون والأفخاذ التي سمعت بها أثناء تنقلي في جوانب سراة غامد وزهران. وإنني لأرجو أن أقرأ قريبًا في كتابات مثقفي الغامديين والزهرانيين - أمثال الأستاذ معجب بن سعيد، والأستاذ محمد بن مسفر الزهراني، والأستاذ علي بن صالح الزهراني، وإخوانهم عن هذه البلاد ما يفي ويكفي ويشفي، ويصحح الأخطاء، في كتابتي هذه وفي غيرها من كتابات غيري