للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسير لإغاثة عياض بن غنم الذي أرسله لفتح العراق من شماليه فاستخلف خالد على الحيرة القائد الشجاع القعقاع بن عمرو التميمي.

[٢ - في الأنبار]

سار خالد إليها وقد تحصن أهلها وأشرفوا من أعالي الحصون، فأمر خالد جنوده فرشقوهم بالنبال وأصابوا في عدوهم، فطلب قائدهم الصلح فأجابه إلى طلبه، ثم استخلف عليهم الزبرقان بن بدر السعدي التميمي، ولما رجع خالد إلى الحيرة استقبل القعقاع أهلها بالفرح والابتسامة فقابلوه بالمثل، فقال بعضهم هذا فرح الشر. ولما ظن الفُرس أن إقامة خالد بن الوليد ستطول في دومة الجندل؛ خرج بعض قوادهم من بغداد يريدون الأنبار، فكتب الزبرقان بن بدر وهو على الأنبار إلى القعقاع بن عمرو وهو يومئذ خليفة خالد على الحيرة.

فبعث القعقاع إلى أعبد بن فدكي السعدي وأخبره إلى أن يعسكر في الحصيد ثم خرج خالد وعلى مقدمته الأقرع بن حابس التميمي فالتقى المسلمون بالمجوس في الحصيد، والتقى القعقاع والمسلمون بالفُرس وقائدهم فانجلى الالتحام عن مصرع قائد الفرس "زرمهر" و "روزية" وكان للقعقاع مواقف خالدة ومشهورة في مضبح (١) بني البرشاء والثني والزميل.

٣ - فتح دومة الجندل (٢)

وفي فتح دومة الجندل كانت الهزيمة على من فيها من العرب والمسلمين وحلفائهم ولم ينج منهم إلا بنو كلب بفضل الله ثم ببني تميم لأنهم كانوا حلفاء لهم فأجارهم الشجاع المسلم/ عاصم بن عمرو التميمي، كما شارك هو وأخوه القعقاع وغيرهما من بني تميم في اقتطاعهم من بلاد العجم حوض نهر الفرات من شمال الأثلة إلى الفرات وهي تخوم الشام والعراق والجزيرة في شرق الفرات، وفي هذه التخوم عند الفرات اجتمع ضد جيوش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد جموع هائلة من خصومهم الفرس والروم ومن معهم من العرب المتنصرة من ربيعة


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٣٢.
(٢) انظر: المصدر السابق ص ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>