لما استقر رزاح بن ربيعَة العُذْري في بلاده نشر الله عُذْرَة وبارك فيها، وقد كان بين رزاح وبين نِهْد بن زيد وحوتكة بن أسلم وهما بطنان من أَسْلُم مثل عُذْرة، فأخافهم رزاح حتى لحقوا باليمن وأُجلوا من بلاد قُضَاعة، فقال قُصي بن كِلاب القرشي وكان يحب قُضَاعة ونماءها واجتماعها ببلادها لما بينه وبين رِزاح من الرحِم (أي أخيه لأمه) هذا أولًا، وثانيًا لبلائهم عنده إذا دعاهم إلى نصرته وقد كرهَ ما صنع بهم رزاح فقال قُصي شعرًا:
ألا من مُبلِّغ عني رزاحًا … فإني قد لحيتك في اثنين
لحيتك في بني نهد بن زيد … كما فرَّقت بينهم وبيني
وحوتكة بن أَسْلُم إن قومًا … عنوهم بالمساءة قد عنوني