للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في رواية ثانية: وروي ربعي بن حراش، عن عمران بن حصين، عن أبيه، قال: قلت يا رسول اللَّه، أو يا محمد، إن عبد المطلب كان خيرًا منك لقومك، كان يطعمهم السَّنام والكبد، وأنت تنحرهم. فلما أراد أن ينصرف قال: ما أقول؟ قال: اللهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري، فانطلق ولم يكن أسلم.

فلما أسلم قال: يا رسول اللَّه، كنت أتيتك فعلمتني كذا وكذا، فما أقول الآن وقد أسلمت؟

قال: قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما عمدت وما جهلت (١). أخرجه الثلاثة.

الحيسمان (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

كان الحيسُمان أول من قدم مكة بمصاب قريش يوم غزوة بدر الكبرى.

فقالوا: ما وراءك؟

قال: قتل عُتبة بن ربيعة، وشَيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود، ونُبيه ومنُبه ابنا الحجَّاج، وأبو البختري بن هشام، فلما جعل يُعدد أشراف قريش قال صفوان بن أميَّة وهو قاعد في الحجر: واللَّه إن يعقل هذا فاسألوه عني، فقالوا وما فعل صفوان بن أمية؟ قال: ها هو ذاك جالسًا في الحجر وقد واللَّه رأيت أباه وأخاه حين قتلا (٢).

أما ابن الحيسُمان، فقد قتله اللصوص في داره بمدينة الكوفة سنة (٣٠ هـ) فكتب الوليد بن عُقبة إلى عثمان في أمرهم بعد أن تعرف عليهم فجاء الأمر بقتلهم (٣).


(١) أسد الغابة ٢/ ٢. "وعزم اللَّه لي: خلق لي قوة وصبرًا".
(*) تاريخ الطبري ٢/ ٤٦١، وجمهرة أنساب العرب/ ٢٣٩، الإصابة ١/ ٣٦٥، نسب معد ٢/ ٤٥٣ الاشتقاق/ ٤٧٦.
(٢) سيرة ابن هشام ٢/ ٦٤٦، الكامل في التاريخ ٢/ ١٣١.
(٣) وجاء في الاشتقاق ٤٧٦/ من خزاعة: الحَيْسُمَان بن عمرو، وهو الذي جاء بخبر قتلى بدر إلى أهل مكة وكان يومئذ مشركًا ثم أسلم. والحَيْسُمَان: من الحَسم، من قولهم: حسمت الشيء: قطعته. وحسمت الجُرح: كويته واشتقاق السيف الحُسام من الجسم. وجاء في نسب معد ٢/ ٤٥٣. والحيسمان بن عمرو بن ضُبيعة بن عمرو بن مازن بن عديّ الذي جاء بقتل أهل بدر إلى مكة وكان كافرًا فأسلم يومئذ. الكامل في التاريخ ٣/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>