للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السويداء يكنى كذلك بـ (دويش) أي أن نظره ضعيف، فإذا بهم يرون الإبل المأخوذة، فدخلته الريبه مخافة أن تكون إبله، وظن أن زوجته لن تخبره بذلك خوفا عليه من ملاقاة القوم وحده، وكانت زوجته (منية) لها قوة نظر خارقة فقال لها: "أما نتش أمانه، إذا كانت تلك الإبل إبلي، فلا تجحدينها عليّ"، وكان لابد لها إلا أن تخبره فقال لها "سأبيع نفسي دون إبلي، ولكن إن قتلت فلا تتركين الطيور الجارحة تأكلني" فركض على القوم وأقبل على كبيرهم فقال له "أخرجوا من البل"، فقال كبيرهم مستهزئًا به لكونه وحده، "ما هذا بكلام رجل يلحق إبله مأخوذة وعشيقته تنظر" فركض عليه راعي السويداء وضرب رأسه بالسيف فقتله وخاض غمارهم وخرج من الجهة المقابلة، ثم عاد عليهم كالسهم وضرب الآخر فخر صريعًا، وبعد أن رأوا منه ما رأوا قال أحدهم: "نحن نستر فعك" فقال له: "عطني وجهك؟ " فأعطاه وجهه، ثم رد إبله.

هذه الأبيات لزوجته منية بنت سعيد عندما طلبت منه الطلاق:

يا محمد يا حامي الدنا ويا زين من خاف … وأي هشال الخلاء يمتنونه

غزيت وكل غزَّاي تاليه الانكاف … وكل غزَّاي هله يرتجونه

عطني طلاقي دام الهجن زلاف … عاد الجماعة كلهم يسمعونه

يا شيخ طالبتك من الزمل هياف … من إبلكم ما أبغيكم تشترونه

حتى نسوي حمايم من القاف … بنصى هلي كم مجرمٍ هم زبونه

وقد قتل راعي السويداء يوم وقعة الطبعة وكان مخرفًا.

مساعدة آل مرة لعبد اللَّه آل خليفة لتثبيت حكمه جمادي الأولى ١٢٥٨ هـ (١)

وقع خلاف بين عبد اللَّه بن خليفة (رئيس البحرين) وبين أخيه محمد، وعلم عبد اللَّه أن الحرب واقعة لا محالة، فطلب المساعدة من آل مرة، فأتوا (آل مرة) وحاربوا معه ضد أخيه (محمد) فوقعت حرب ضروس قتل فيها رجال وسبي فيها أطفال ونساء وأخذ فيها أموال فهرب (محمد) إلى ابن ثنيان في الرميحية


(١) عنوان المجد الجزء الثاني ص ٩٧ لابن بشر، وكذلك تحفة المشتاق للبسام ص ٣٢٠ المحقق/ إبراهيم الخالدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>