بجمع من قومه يريد غزو قبائل جنوب نجد وهم في الغالب من معسكر الشريف فأغار ابن ربيع على آل ضمين وهم أعراب من بني هاجر وغنموا منهم إبلا وخيلا. ومما قاله شاعر كان في جيش ابن سعود في تلك الغارات على ميثب بني هاجر منها هذه الأبيات:
خيالة التوحيد خلوني أضيع … واقفوا مع الميثب لهلهم وقاري
من ضرب عودٍ يوم يرخى المصاريع … ويضفهم ضف الصقر للحباري
يركب على قبٍ عيال مداريع … قده على طرد المعادين ضاري
شوف عيني يوم ذبوا مع الريع … صفة درمهم مثل صف العجاري
موقعة الجمانية (١):
جرت أحداثها في سنة ١٢١٠ هـ/ ١٧٩٥ م في مكان يسمى الجمانية وهو بعالية نجد، وذلك بسبب الحادثة السابقة، وقال ابن غنام: إن الشريف غالب بن مساعد جمع جموعا كثيرة من حاضرته وباديته من كل قرية وبلد، واستعمل عليهم الشريف ناصر بن يحيى وساروا لمحاربة قبائل ابن سعود، فلما علم بذلك عبد العزيز بن محمد بن سعود أرسل إلى جميع بوادي نجد يخبرهم بما عزم عليه الشريف ويأمرهم بأن ينزلوا بأهلهم "وإظعانهم"على ابن هادي بن قرملة كبير قحطان وأمر ربيع بن زيد أمير الدواسر والوادي أن يخرج بجيش من قومه وينزل على هادي، فلم تمض غير أيام حتى اجتمعت تلك الجموع على ماء الجمانية بعالية نجد ثم أقبل الشريف ناصر بجيوشه ومعه المدافع ونزل على الجمانية وكان ذلك في آخر شعبان، فلما بدت غرة رمضان التحم الفريقان واشتد بينهم القتال يومين فهزم الله جيش الشريف وأخذوا مدافعهم وخيامهم ومائتي ألف من الغنم وثلاثين ألفا من الإبل وقتل من الطرفين عدد من الرجال، وكان عبد العزيز قد أرسل محمد بن معيقل في جيش مددا لابن قرملة فلم يأتهم إلا بعد أن هزم جيش الشريف بيومين فتوجه في إثر أعراب الشريف فأدرك بني هاجر وهم على ماء القنصلية قرب بلدة تربة فأغار عليهم.
(١) تقع غرب مدينة عفيف بحوالي ٢٨ كم، تاريخ الجزيرة العربية حسين خزعل ص ٣٦٥ ص ٣٦٧، العسكرية السعودية في مواجهة الدولة العثمانية السيد أحمد مرسي عباس ص ١٩.