للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمكة (١)، ويقع هذا الأخير في شماليّها، وبه التنعيم الذي يقع بظاهر مكة على طريق القوافل إلى المدينة، وعلى مسافة أربعة أميال من مكة (٢)، وبه أقرب أعلام الحرم إليها (٣).

وكثيرًا ما تخلط المراجع بين واديي نعمان هذين لاشتراكهما في الاسم، والحق أنهما واديان مختلفان يحملان اسمًا واحدًا (٤).

ويذكر ابن حزم أن نعمان هذا الذي في شماليّ مكة هو الآخر من بلاد هُذَيْل، وأن سواعًا صنم هُذَيْل كان في هذا الوادي (٥).

ومن أودية هُذَيْل في الجنوب العرج، وهو أحد أودية الطائف مجاور لوادي النَّخِب (٦)، فيروي ياقوت عن الأصمعي أن من أودية الطائف واديًا يقال له العرج، وهو غير العرج الذي بين مكة والمدينة (٧)، ويقول في موضع آخر من كتابه إن جبل كبكب المعروف قريب من عرفة مشرف على هذا العرج، وهذه الروايات تعطينا صورة عن مكان العرج بين الطائف وعرفة، وأنه كان من منازل هُذَيْل وبني نصر بن معاوية من هوازن.

[تهامة]

وهذه السلسلة من جبال السراة تتدرج في الانحدار جهة الشرق، ولكنها تنحدر فجأة جهة الغرب، وتترك بينها وبين ساحل البحر سهلًا ساحليًا يُعرف بالغور أو تهامة، ويعرف في الحجاز بتهامة الحجاز، وكانت تهامة الحجاز هي الأخرى من مواطن الهذليين التي انتشرت فيها بطونهم وعشائرهم، فكانوا يسكنون


(١) اللسان (نعم).
(٢) تاج العروس (نعم).
(٣) في منزل الوحي ص ٢٨٣.
(٤) ابن ظهيرة القرشي: الجامع اللطيف ص ٣٣٦.
(٥) جمهرة أنساب العرب ص ٤٥٧ وما بعدها.
(٦) الألوسي: بلوغ الأرب ١/ ١٩٨.
(٧) معجم البلدان ٦/ ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>