للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تزوج امرأة، فلما جامعها وجدها حُبلى، فرفع شأنها إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقضى أن لها صداقها، وأن ما في بطنها عبدٌ له، وجلدت مائة، وفرق بينهما.

وروى ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب، عن رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقال له نضرة، قال: تزوجت امرأة بكرًا في سترها، فدخلت عليها فإذا هي حبلى، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لها الصداق بما استحللت من فرجها، والولد عبدٌ لك، فإذا ولدت فاجلدها" (١).

قال الحسن: فاجلدها، وقال ابن أبي السري: فاجلدوها، أو قال: فحدُّوها.

هذه مشكلة: يعني أن المرأة حملت سفاحًا قبل زواجها فهي (زانية) لابد من إقامة الحد عليها بعد ولادتها، على أن يدفع لها زوجها الأخير الصداق بما استحل من فرجها عند طلاقها.

أما المولود القادم: مجهول الأب، وألزم زوج أمه بتربيته مقابل أن يصبح الطفل ملكه أو عبدًا له وبذلك حُلت المشكلة حلا شرعيًا.

نعيم (*) بن حماد بن معاوية الخزاعي

هو نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي ويقال له (أبو عبد اللَّه) ولقب بالأعور الفارض المروزي.

سمع من إبراهيم بن طهمان حديثًا واحدًا، وروى عنه يحيى بن معين، وجماعة آخرهم حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب.

وكان نعيم قد سكن مصر ولم يزل مقيمًا بها حتى أشخص للمحنة في القرآن إلى سر من رأي في أيام المعتصم، فسئل عن القرآن فأبى أن يجيبهم إلى القول بخلقه، فسجن ولم يزل في السجن إلى أن مات، وفي السجن سمع منه حمزة بن محمد الكاتب.

ويقال: إن أول من جمع المسند وصنفه نعيم بن حماد. وكان نعيم كاتبًا لأبي عصمة، وكان أبو عصمة شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء ومنه تعلم


(١) الاستيعاب ٤/ ٨٦ انظر الحاشية، كما وردت الرواية ذاتها في أسد الغابة ٥/ ٣١٩.
(*) تاريخ بغداد ١٣/ ٣٠٦، وسير أعلام النبلاء ١٠/ ٥٩٥، ٦٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>