وَعَادَ عَلَيْهِ أَنَّ الخَيْلَ كَانَتْ … طَرَائِقَ بَيْنَ مُنْقِيَةٍ وَرَارِ
كأن عَذيرَهُم بِجَنوبِ سِلَّى … نَعَامٌ قَاقَ فِي بَلَدٍ قَفَارِ
وَلمَّا أَنْ رَأَيْتُ أَبَا حُدَيْرٍ … صَرِيْعَ القَوْمِ حَق به حِذَارِي
ولَمْ أَكُ نَافِسًا شَيْئًا عَلَيْهِ … وَلَمْ يَكُ نَافعِي إِلا اتِّيَارِي
تَرَكْتُ الطَّيْرَ عَاكِفَةً عَلَيْهِ … كَمَا عكَفَ النِّسَاءُ عَلَى دُوَارِ
ولَوْلا اللَّيْلُ عَادَ لَهُمْ بِنَحْسٍ … بِأَشْأَمِ طَائِرٍ رَاقٍ وَجَارِ
فَإِمَّا تُقْتَلَنَّ أَبَا حُدَيْرٍ … فَإِنِّي قَدْ شَفَى نَفْسِي انْتِصَارِى
تَركْنَ عُبَيْدَةَ الضَّبِّيَّ يَكْبُو … عَلَى الكَفَّيْنِ مُرْتَمِلَ الإِزَارِ
- انتهى. والموقع المذكور في الشعر هو (ساجر) لا يزال معروفًا، قد أحدثت فيه هجرة في عشر الأربعين من القرن الماضي، وأصبحت الآن أكبر بلدة في منطقة السر.
[بين باهلة وبني أسد]
لعل من أشهر ما عرف مما جرى بين القبيلتين من الاحتكاكات قتل بشر بن أبي خازم الأسدي، شاعر قبيلة بني أسد، قال ياقوت في "معجم البلدان" في الكلام على ترج: وقيل تَرْجُ وادٍ إلى جنب تبالة، على طريق اليمن، وهناك أصيب بشر بن أبي خازم الشاعر في بعض غزواته، رماه نعيم بن عبد مناف بن رياح الباهلي، فمات بالرَّدْه من بلاد قيس، فدفن هناك، وفي ديوان بشر قصيدة يرثى بها نفسه (١):
أَسَائِلَةٌ عُمَيْرةُ عَنْ أَبِيهَا … خِلالَ الجَيْشِ تَعْتَرِفُ الرِّكَابَا
تُؤَمِّلُ أَنْ أؤُوبَ لها بِنَهْبٍ … وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّ السَّهْمَ صَابَا
فَإِنَّ أباكِ قَدْ لاقَى غُلامًا … مِنْ الأَبْنَاءِ يَلْتَهِبُ التِهَابَا
وَأَنَّ الوائِليَّ أصابَ قَلْبِي … بِسَهْمٍ لَمْ يكُنْ يُكْسَى لغابَا
(١) ديوانه تحقيق الدكتور عزة حسن ص ٢٤.