للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم، وفي هذه الصفحات نلقي الضوء على بعض هذه المواقف، ومنها:

[١ - موقفهم في يوم القادسية]

حدثت القادسية في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سنة "١٤ هـ" بين جيوش المسلمين والفرس، وكان لهذه القبيلة في هذا اليوم دور بارز وبلاء حسن، فقد كان أحد رجالها أميرًا على الركبان في هذه الموقعة، وهو عبد الله بن ذي السهمين الخثعمي، كما أشاد بن ربيعَةَ الأكلبي الخثعمي بدوره فيها، فقال مخاطبا سعد بن أبي وقاص (١):

أنخت بباب القادسية ناقتي … وسعد بن وقاص عليّ أمير

وسعد أمير شره دون خبره … وخير أمير بالعراق جرير

تذكر هداك الله وقع سيوفنا … بباب قُدَيس والمَكَرُّ عسير

عشية ود القوم لو أن بعضهم … يعار جناحي طائر فيطير

إذا ما فرغنا من قراع كتيبة … دلفنا لأخرى كالجبال تسير

ترى القوم فيها واجمين كأنهم … جمال بأحمال لهن زفير

فضاربتهم حتى تفرق جمعهم … وطاعنت إني بالطعان مهير

وعمروأبو ثور شهيد وهاشم … وقيس ونعمان الفني وجرير

٢ - قتالهم مع علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في موقعة الجمل.

بعد استشهاد عثمان بن عفان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حدثت موقعة الجمل بين علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - والزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بكر زوج النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد شاركت هذه القبيلة ضمن أخواتها في مناصرة الإمام علي - كرم الله وجهه - قال الطبري (٢): "خرج إلى علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - اثنا عشر ألف رجل منهم بُجيلة وأنمار وخَثْعم والأزد عليهم مخنف بن سُلَيْم الأزدي". وكانت راية خَثْعم ذلك اليوم مع ربيعَةَ بن شداد الخثعمي.


(١) الأصفهاني "الأغاني"، ج ١٨، ص ٢٣٤.
(٢) تاريخ الرسل والملوك، ج ٤، ص ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>