قبيلة شمَّرية صغيرة مستقلة، اشتقت من سنجارة، ومن فرقة الثابت، وغالبهم في أنحاء الموصل، وبطونهم الهدبة، وفيه أفخاذ السهيل والربعة والعودة والجمازة، والمجرن وفيه أفخاذ الطويلة واليعيش والسيد.
قدمنا في حديثنا عن تاريخ شمَّر أن فروع هذه القبيلة التي ظلت داخل البلاد الشامية، واستقرت في محافظة الجزيرة تنقسم إلى (شمَّر الزور وشمَّر الحدود) حسب التعبير الذي وضعه الفرنسيون في أول احتلالهم، بالنسبة لما وجدوا عليه هذه الفروع وقتئذ، وإذا كان هذان القسمان هما اللذان يتعلقان بموضوع كتابنا نقول:
شمَّر الزور
هؤلاء من قبيلة سنجارة التي تقدم ذكرها وتفريعها، ويسمون أيضًا شمَّر العمشات، بحكم أنهم حصة آل عمشة الطائية، المنحدرين من عبد الكريم، أو من فارس ولدي عمشة إحدى زوجات جدهم صفوق الفارس المعروف بالمحزَّم، وهم القسم الذي كان يسوده قديما فارس باشا الصفوق، وكان هذا مرتبطا في عهد الترك بمتصرف لواء دير الزور؛ لأن هذا اللواء كان واسعا جدا يضم محافظتي الفرات والجزيرة الحاليتين، وهؤلاء يمكن أن يقدر عدد بيوتهم نحو ٢٠٠٠، وفيهم من الفرق الكبيرة: العامود والفداغة والثابت التي تقدم وصف كل منها، وهم بعد وفاة فارس باشا الصفوق تبعوا ابنه مشعل باشا الفارس مدة من الزمن، ثم صاروا في رئاسة الشيخ ميزر العبد الكريم الصفوق أحد ممثلي شمَّر في المجلس النيابي السوري، وقد خلف ميزر أباه عبد المحسن بعد وفاته في سنة ١٣٥٣ هـ، وورث منه ثروة طائلة، وكان في عنفوان الشباب والنشاط، وعنده اطلاع واسع على الشؤون العامة، وروح مرحة وطلاقة لسان، وصوته يرتفع آنا فآنا في مذكرات المجلس النيابي، ويملك ثلاث قرى، وأراضين واسعة في قضاء القامشلي.