لا أود الخوض في هذا المجال لقصد التفاخر لكون قبائل عنزة غنية عن الإِطراء، ولا داعي لإِثبات شواهد أفعالها مثلها مثل أية قبيلة عريقة لها وعليها، وما أود إبرازه وإثباته للقارئ هو ذكر الأحداث المسندة عمن أرخ في فترات الضياع والتي لم يصل إلينا من أخبارها إلا النزر اليسير، وقد ذكرت تاريخ وقوع الحدث دون شرح الوقائع وبصرف النظر عن الخصم المقابل أو من هو المنتصر أو ما هي الأسباب، وما أرغب إظهاره هو تاريخ الحدث وذكر الأشخاص الوارد ذكرهم القصد الدلالة التاريخية فقط، ويلاحظ أني لم أسجل من صدور الرواة إلا القديم الدال على ذكر جد معين من عنزة أو في مكان معين، وجميع الوقائع والأحداث التي ذكرتها نقلًا عن مصادر مثبته في آخر الكتاب، عدا ما أُشير له بالرواية، أما عن ذكر عنزة القديمة وهي بن أسد فقد ورد لها ذكر في الجاهلية والإسلام، وفي ربيعة عنزة بن أسد وعنز بن وائل ولكي نبعد عن الالتباس فإن هذه القبيلة يصعب على الباحث رد أصلها إلى عنزة بن أسد لمجرد تطابق الأسماء؛ لذا فإن عنزة تعتبر قسمين القسم الأول هو قبيلة عنزة الأولى، ولم يصل من أسماء أقسامها وبطونها سوى بني هزان وبني جلان، وهذان القسمان عرفا قبل قرون، أما عنزة الجديدة فقد تفرعت من رجلين من أبناء وائل وهما بشر ومسلم كما جاء بأنسابها، ومن هذين الرجلين تنتمي جميع قبائل عنزة بكافة فروعها وأقسامها، وقد ورد أول ذكر لعنزة في القرن الثالث تقريبًا، حيث ذكر أنها تملك عين التمر بالأنبار، ثم هاجرت إلى خيبر ولم يذكر سبب ارتحال عنزة من العراق إلى خيبر بهجرة معاكسة، ومن المرجح أن يكون هناك عوامل مسببة لهذا الانتقال، وحيث يوجد بخيبر لها أقارب، وقد بحثت في هذا الموضوع ولم أجد ما يفيد الباحث لقدم العهد، وأجد