شيخها بإرسال الكشافة ويعرفون (بالعساسة) في كل اتجاه وعندما يجدون المكان المناسب يجتمع رؤساؤها لتحديد موعد الرحيل، أما إذا كان هذا المكان يخص قبيلة معينة فإن المتعارف عليه بين أبناء القبائل العربية هو أن يقوم شيخ القبيلة وكبار رجالاتها بحمل هدية مثل الخيل والإبل إلى شيخ تلك القبيلة ويطلبون منه السماح لهم بالنزول في أراضيه حتى انتهاء الربيع. وعندما يوافق على طلبهم عليهم اتباع إرشادات هذا الشيخ إذا حدد لهم مكانا معينا من تلك المراعي، وبعد انتهاء المدة تعود القبيلة إلى أراضيها ويكون بالعادة من الشمال إلى الجنوب ويعرف هذا النوع من الرحيل (بالقطين) وغالبا ما يحدث في شهور الصيف، وتنزل القبائل العربية في هذا الوقت من السنة بجوار آبار المياه العائدة لها أو بقرب القرى لتتزود بالماء، وهنا يقايضون أبناء هذه القرى بما يحتاجونه للتغلب على العيش في الصحراء. والقبائل العربية تطلق على الوقت الذي تمضيه في الرحلة وخاصة بالإبل (الشدة) ويقولون إنه أخذ منا قطع المسافة بين أرض الكلأ وأراضي القبيلة ب ٥٠ شدة أي تعني ٥٠ يوما. وتطلق القبائل العربية. على الأراضي الخضبة في فصل الربيع وبعد هطول الأمطار وإذا اكتست الأرض خضرة (بالريف).
[تاريخ استيطان بني هاجر في الأحساء]
لقد استوطن بنو هاجر الأحساء في القرن العاشر الهجري عندما قدم إليها المهاشير من آل ذعفة بني هاجر، واستخدمت بعضا من فخوذ بني هاجر أراضي الأحساء لرعي ماشيتها منهم الكدادات منطلقين من وادي الدواسر، وبعد انتهاء الرببع تعود إلى الوادي. أما القبيلة بكل فخوذها فلم يذكر مؤرخو نجد متى نزحت إلى الأحساء. فابن ربيعة لم يذكر عنها في كتابه وكذلك القاضي، أما حسين بن غنام فقد ذكر في حوادث ١٢٠٤ هـ، ١٢٠٨ هـ، ١٢١٠ هـ، ولم يذكر الأماكن التي حصلت بها هذه الحوادث إلا في عام ١٢٠٥ هـ، ١٢٠٨ هـ، ١٢١٠ هـ، أما ما ذكره في حوادث ١٢٠٥ هـ فهو موضع اللدام ويقع في وادي الدواسر وفي حوادث ١٢٠٨ هـ غزو ابن معيقل لبني هاجر وهم في عالية نجد في الحزام الراقي بين الذنايب والثعل وفي حوادث ١٢١٠ هـ، فقد ذكر ابن غنام موقع القنصلية وهو بالقرب من بلدة تربة وهو المكان الذي غزا فيه ربيع بن زيد