أبي الغيث وعامر أخوه والفضل بن أبي علي ونسبهم أهل الأخبار في مرادس رياح، وهناك مرادس من عوف من سُلَيْم فاحذر من الخلط بينهما.
وكلذلك مليحان بن عباس وهو من حِمْيَر، وكما كان زياد بن عامر وقيل ذياب بن غانم أنه رائدهم في دخول إفريقيا (تونس) ويطلقون عليه أبا مخيبر (١).
وقد ذُكر هؤلاء الفرسان في أشعار الهلالية التي قيلت منهم، وكانت الرئاسة في أول عهدهم دخول المغرب (للأُثبج) من هلَال وفروعهم زُغْبَة ورِياح وقُرَّة وعدي ومعهم بعض بطون أشجَع وفزارة منَ غَطَفان، وبطون من جُشَم وسَلُول وثَور وعُقيل من هَوَازِن وكذلك المَعْقل وهم بطن من مَذْحِج القحطانية، وبطن من عَنَزة بن أسد من ربيعة العدنانية، وعُدوان، وطَرُود من فهم وهما من قيس عَيْلَان العدنانية.
مُلَخَّص عن قبائل بني هِلَال
[الخبر عن الأثبج الهلالية]
قال العلامة ابن خلدون: الأُثبج كانت أوفر عددًا وأكثر بطونًا وكان التقدم لهم في جملتهم ومنهم الضحَّاك، وعياض، ومقدم، والعاصم، ولطيف، ودُرَيْد، وكرفة وغيرهم، وفي درَيد بطنين توبة، ومحنز وفيهم الرئاسة وكان في كرفة الجمع والقوة في أثبج ومواطنهم جبال أوراس (الجزائر) من شرقيه، وقد وقعت فتنة عظيمة بين بطون الألبج بعد أن قتل حسن بن سرحان من دريد، شبانة بن الأحيمر من كرفة غيلة وغدرًا، فطوت كرفة على الهائم (أي طالبت بالثأر متهيبة من سلطان البادية)، ولما غاضبت الجازية زوجها ماضي بن مقرب منِ قُرَّة ولحقت بأخيها حسن بن سرحان سلطان البوادي فمنعها منه، فاجتمعت قُرَّة وكرفة على دُرَيْد وعاونت قُرَّة وكَرْفة "عِيَاض" وظاهرتهم فأوقعوا بُدريد، وقتل أولاد شبانة بن الأحيمر السلطان حسن ين سرحان ثارًا منه بأبيهم، ثم كانت الغلب بعد ذلك لدُريد على بطون قُرَّة وكَرْفَة وعِيَاض، وكانت هذه الفتنة شديدة فافترق جمع الأثبج وجاءت دولة الموحدين وهم على ذلك التناحر وهذا الشتات، وقد كانوا في ولاء لدولة صنهاجة في بجاية، فلما ملك الموحدون إفريقيا نقلوا منهم إلى المغرب الأقصى العاصم، ومقْدم، وقُرَّة، وبعض جُشَم وذلك بعد أن هزموهم في معارك
(١) قلت: الصحيح أن هذا اللقب على أبي زيد الهلالي لأنه هو رائدهم في دخول إفريقيا وليس ذياب بن غانم الزغبي، وقد جانب الصواب ابن خلدون في ذلك الخبر.