للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كونه في تبالة وكونه في العبلاء فيتضح حينما ندرك أن تبالة هو وادٍ فيه قرية قديمة كانت تعرف بهذا الاسم أعلاها أرض يطلق عليها اسم العبلاء، وقول المبرد والبكري بأن ذا الخلصة موضع مسجد العبلاء يخالف ما ذكره من هم أعرف منهما بهذه البلاد".

وهذا القول يدعمه الواقع، فآثار صنم ذي الخلصة وهي بقايا غرفة مهدمة في أعلى قرية تبالة فوق جبل يسمى عرق الطاغوت يمر وادي تبالة بحافته الجنوبية وشعب عقل من الشمال وشرقا قرى تبالة الحديثة، وقد وصل إليه الزحف العمراني.

أيام بني خَثْعم ووقائعها

[أ - العهد الجاهلي]

إن تاريخ خَثْعم حافل بالبطولات والمغامرات الجريئة في ميدان الحروب الطاحنة التي كانت تشنها العرب في جزيرتنا العربية، حيث كان شعار العربي هو الاعتماد على القوة، فمن لَمْ يتقن هذا الفن أصبح طعما لذئاب الصحراء، وقد حفلت كتب الأدب والتاريخ بما لخثعم من الأخبار والقصص والبطولات، ونحن نورد طرفا منها سواء كانت لهم أو عليهم إيمانًا منا بأن الحرب سجال، والأيام دول بين القوم، ومن أيامهم في العهد الجاهلي:

[١ - قتالهم أبرهة الأشرم]

خرج أبرهة الأشرم بجيشه الجرار من صنعاء لهدم الكعبة المشرفة، وعندما سمعت قبائل العرب بخبره خافته ولم تستطع الدفاع عن بلادها، فخضعت وسكتت ولم يستطع أحد من العرب مجابهة هذا الجبار منذ خروجه من صنعاء إلى مكة إلَّا رجلين هما ذو نفر وهو من ملوك اليمن، كما ذكرت كتب التاريخ، ونفيل ابن حبيب الأكلبي الخثعمي، فقد حاول الدفاع عن أرض قومه، إلَّا أنه لَمْ يستطع نظرا لضخامة الجيش وكثرة عدته وعتاده، فوقع أسيرا في يد هذا الظالم، وعندما عرف أنه لا حيلة له قال لأبرهة: لا تقتلني وخذني دليلك في أرض العرب، وقد تناقلت كتب التاريخ والسير خبر هذه الحادثة، قال ابن هشام (١). "مضى أبرهة


(١) السيرة النبوية، تحقيق: عمر عبد السلام، ج ١، ص ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>