للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ذكره الكاتب والأديب السعودي عبد القدوس الأنصاري - رحمه الله - في كتاب "بنو سُلَيم" (١)

ديار بني سُلَيم الأصلية

قال عبد القدوس الأنصاري:

إذا أردنا أن نحدد الأماكن التي استوطنتها بنو سُلَيم - عبر التاريخ - قديمًا وحديثًا، فإن لنا أن نقول:

أولًا - إن الموطن الأول لهم كان بأعالي الحجاز بينه وبن نجد، شرقي مدينة جدة الشمالي، وشرقي المدينة المنورة الجنوبي. وكانت بعض القبائل العربية هوازن - إخوة سُلَيْم -، ولحيان من هُذَيْل تجاورها. وكان استقرار سُلَيْم في هذا المكان في فترة الجاهلية الأخيرة القريبة من صدر الإسلام، وقد استمر مقامهم به حتى العصر الحاضر، مع تقلُّص في بعض المواقع، ولا تزال أسماء الكثير من أماكن هذه الرقعة في جبالها وأوديتها وقراها على ما كانت عليه قبل الإسلام.

ثانيًا - في زمن - لا نستطيع تحديده الآن - انتقلت جالية أو أُسرٌ من بني سُلَيْم إلى الحيرة، في الشرق الشمالي من بلاد العرب، بأرض العراق، فقد ذكر اليعقوبي أن الحيرة هي من منازل آل بقيلة وغيرهم، وأن علية أهل الحيرة نصارى، منهم من قبائل العرب من (بني تميم) و (سُلَيم) و (طيئ) وغيرهم (١).

ثالثًا - وفي فترة لا نستطيع تحديدها الآن حدث "تمدد" في منازل سُلَيْم الأصلية، فنزلوا شمالًا عنها وادي القِري وخبير وما حولها بمن حرار وجبال وأودية وقرى، منها منطقة مدائن صالح.


(١) كتاب بنو سُلَيْم طبع في بيروت - لبنان عام ١٩٧١ م - ١٣٩١ هـ عدد صفحاته ٥٣٤ وبه صور بعض الآثار والوثائق والديار الأصلية لبني سُلَيْم في السعودية، وحصلنا على صورة منه في المكتبة المركزية من جامعة الملك عبد العزيز آل سعود بجدة - بالمملكة العربية السعودية.
(تعليق الشاملة): زاد المؤلف بعد هذا التعليق في الطبعة الثانية ١/ ٤٩٥ ما نصه:
«وإنني كابن من ابناء قبائل بني سُلَيْم العدنانية في مصر، وفي نفس الوقت مُعِدٌّ لموسوعة القبائل العربية، أشيد بهذا السفر القيم الذي هو من مجهود أديب سعودي أعطى ووفّى لقبائل سُلَيْم عبر أطوار التاريخ بدقة وبراعة وبكل نزاهة وحيادية، حيث أنه لا ينتمي إليها بالنسب ولا تجمعه معها إلا أخوة العروبة والإسلام، وللأمانة العلمية فإن أرومة بني سُلَيْم التي فيها أُعْزَى وإليها أنتسب، أتشرف ويملأني الاعتزاز بالنقل في الموسوعة من هذا السفر الذي أنصف بالحق والصدق عن قبيلة عريقة وكريمة لها مكانة في جزيرة العرب منذ الجاهلية وحتى عهد الدولة العباسية، وقبائل سُلَيْم في مصر وبلاد المغرب وحتى الوقت الحاضر لها مكان مرموق (في المطبوع: مكانًا مرموقًا!!)، ولها كثرة وقوة في إفريقيا مثلما كانت بالأمس عريزة قوية مُهابة في بلادها الأصلية في الحجاز ونجد (فى المملكة العربية السعودية).
ولا يسعني إلا أن أقول رحم الله الأستاذ عبد القدوس الأنصاري، وبارك الله في ذريته الكريمة إلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى. ونيابة عن كل سُلَميٍّ في السهل والوعر. . في الحاضرة والبادية. . وفي أنحاء الوطن العربي أقدم جزيل الشكر والعرفان وطلب المثوبة من الله تعالى إلى هذا الكاتب السعودي، ونتوجه إلى المولى عز وجل أن يغفر له ويتغمده بالرحمة الواسعة ويسكنه فسيح جناته. (مؤلف الموسوعة)»

<<  <  ج: ص:  >  >>