للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جواده يركله برجله ويمر أمام المقعد - شارع بن قويد - ويعتزي "خيال الخيل مسعري، وفي أثناء مرور الفرسان أمام شارع وصياحهم عليها واحد تلو الآخر. داخلت النشوة رأس الشيخ وداخله غرام الشجاعة، فصاح بأعلى صوته (عطوني فرسي، عطوني فرسي) ونسي رحمه الله أنه مقعد وأنه فارق الفرس وفارقته.

فقالت امرأة عنده: أنت عود مهدري مالك وللفرس .. فراجع نفسه وتنفس بزفرة سمعها كل من حوله، ثم أتبعها بهذه القصيدة:

بكيت ما بين الجبل والنفودي … وذكرت أنا لي منزل قد حميناه

واليوم شبت ووهنتني عضودي … مع العجوز ومركب الجيش عفناه

بين الحناي والكتب والعمودي … ياويل من قل الجهد منه عزاه

نبكي فعلي ناقضات الجعودي … لي زرفل المظهور واللاش خلاه

وانهج زمل مورسات الخدودي … كم واحد من شوف ربعه قطعناه

ولا ركبنا كل قباء عنودي … يامن بنا المصلاح لو طال مفلاه

نرعى بها في نازحات الحدودي … ليا زبر الوسمي سقى النبت من ماه

يا ولاد مسعر بالمواقف زنودي … يا سعد من هم محزمه بالملافاه

رحمك الله يا شارع أنت وأمثالك وعامة المسلمين فلقد بكى الشباب قبلك أجيال وأجيال فما أغناهم ذلك شيئًا والدنيا أدوار أيها البطل، ذكر هذه القصيدة شيخنا عبد الله بن خميس في كتابه "من أحاديث السمر، مع عشرات القصص التي اختارها.

[ط - سعود بن درعان الدوسري]

خطلان الأيدي أشهر من أن يعرفوا، إنهم عامة الدواسر وداعينهم وبدارينهم، باديتهم وحاضرتهم، هكذا يلقبونهم أهالي نجد هذا اللقب المريح للنفس، والذي يحمل في معناه أوصاف الرجولة، فخطلان الأيدي تعني طوالها بالشجاعة والفتك بالأعداء وتعني أيضًا طوالها بالبذل والسخاء.

ولا شك أن أحفاد زايد يستحقون هذا اللقب المميز الذي عرفوا به وتناولته الشعراء والأدباء حين يذكرون الدواسر، وصاحب هذه السيرة هو الشيخ / سعود بن

<<  <  ج: ص:  >  >>