للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الألفي المملوكي بمساعدة الإنجليز غيَّر فرمان من السلطان العثماني لعزل محمد علي وضم معه المماليك وحاربه ثم هزمه محمد علي، فسيَّرت انجلترا حملة على رشيد والإسكندرية فهزمهم الله بمساعدة الأهالي في رشيد وعساكر الأرناؤوط مع محمد علي رعادوا إلى بلادهم مهزومين مع قائدهم (فريزر) الإنجليزي، ولما استتب الأمر لمحمد علي أيده الشعب وبعض طوائف العربان، ولكن عرب بلي والعيايدة وبعض القبائل لم تسارع في التأييد واعتبرت أن محمد علي وعساكره الأرناؤوط غرباء عن البلاد وقد يلحقهم ضرر منهم، واستطاع محمد علي أن يبيد المماليك الباقين في مصر في مذبحة القلعة، ولكن شيوخ بلي اعتبروا هذا العمل غدرًا بمسلمين مواطنين ومحمد علي لا يستحق تأييدًا؛ لأنه أسوأ من المماليك إذا استتب له الأمر. ولم تشارك بلي في أي حملة على الجزيرة العربية ولا في حملات وفتوح محمد علي لبلاد الشام والسودان وغيره، وقد ثارت بلي مع طوائف من العربان في الشرقية في عام ١٢٢٠ هـ، وأخذوا يطوفون عنى بعض القرى في مصر لجباية الضرائب بدلًا من حكومة محمد علي التي لا يُعترف بها من وجهة نظرهم الشخصية، وقد مُنِعَ السفر حينئذ في الطرق وغلت الأسعار، ونهب العربان أسلحة كاشف القليوبية وطالبوا مشايخ البلاد بتقديم المئونة لهم، وقد افتُقِدَت الغلال وكَثُر النهب فخرج محمد علي بعساكره لهؤلاء العُصاة من بلي وغيرهم من العربان وجرت وقعة بين الطرفين قُتل وجُرح من الجانبين عدد كبير وأُخمدت الفتنة بعدها.

[نبذة عن دور بلي قبل محمد علي وحكمه لمصر عام ١٨٠٥ م]

أهم ما يذكر لبلي قبل حكم محمد علي هو نضالها المستمر ضد غزو نابليون بونابرت في حملته الفرنسية على مصر التي بدأت عام ١٧٩٨ م حتى عام ١٨٠١ م، وكانت قبائل بلي والعيايدة والزناتية من ألد أعداء الفرنسيين وفي حالة حرب (١) مستمرة معهم في مصر، وبعد عودة نابليون بعساكره لمصر من الشام مهزومًا بعد أن عجز في دخول عكا لامتناع حصونها وتفشي مرض الطاعون في الفرنسيين، أصدر نابليون منشورًا رسميا في البلاد المصرية ذكر فيه أن سبب عودته


(١) من كتاب وصف مصر م ٢ - للفرنسي أميديه جوبير ترجمة الأستاذ/ زهير الشايب.

<<  <  ج: ص:  >  >>