للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يَبْقَ إلا الصَّبْرُ وَالتَّوَكُّلُ … ثُمَّ التَّمَشِّى فِي الرَّعيلِ الأَوَّلِ

مَشَى الجِمَالِ فِي حِيَاضِ المَنْهَلِ … وَاللَّه يَقْضِيَ مَا يَشَاءُ وَيَفْعَلَ

فلما رآه معاوية قال: واللَّه لو استطاعت نساءُ خزاعة لقاتلننا فضلًا عن رجالها، وتمثل بقول حاتم:

كَليث هزبرٍ كَانَ يُحَمي ذمَارَهُ … رَمَتْهُ المَنَايَا قَصْدُهَا فَتَقَطَّرا

أَخُو الحَرْبِ أَنْ عَضَّتْ بِهِ الحَرْبَ عَضَّهَا … وَإِنَّ شَمَّرا يَوْمًا بِهِ الحَرْبُ شَمَّرَا (١)

وكانت صفين سنة سبع وثلاثين بعد الهجرة.

وفي كتاب وقعة صفين جاء الشعر الذي قاله عبد اللَّه بن بديل على خلاف ما جاء في كتاب أسد الغابة كما ورد في تقديم العجز على الصدر:

لم يَبْقَ إلا الصَّبْرُ وَالتَّوَكُّلُ … وأَخْذُكَ التّرْسَ وسَيفًا مِقْصَلْ (٢)

ثُمَّ التَّمَشِّي فِي الرَّعيل الأَوَّلِ … مَشِيَ الجَمَالِ فِي حِيَاضِ المَنْهَلْ (٣)

وَاللَّهُ يَقْضِيَ مَا يَشَاءُ وَيَفْعَلَ (٤)

عبد اللَّه (*) بن أبي الشيص الخزاعي

والده الشاعر محمد بن رزين بن سليمان الخزاعي، وذكر صاحب الأغاني فقال: "ولأبي المشيص ابنٌ يقال له عبد اللَّه شاعر أيضًا، صالح الشعر، وكان منقطعًا إلى محمد بن طالب (٥).

كان أبو سعد المخزومي يدخل إلى المأمون فينشده هجاء دعبل له وللخلفاء ويحرضه وينشده جوابه، فلم يجد عند المأمون ما أراده فيه، وكان يقول: الحق في


(١) أسد الغابة ٣/ ١٨٥.
(٢) مفصل: يقال سيف فاصل ومفصل وفصال: قطاع.
(٣) التمشي: المشي.
(٤) وقعة صفين/ ٢٤٥.
(*) الأغاني ١٦/ ٣١٩، ٢٠/ ١٣ وطبقات الشعراء ٣٦٤، والمحب والمحبوب والمشموم والمشروب ١/ ٨٧ و ٢/ ١١٧، ١٢٠، جاء عنه: من شعراء بغداد عاصر أبا تمام ورثاه.
(٥) ولقد ورد اسمه في ترجمة عمه دعبل الخزاعي ينافح عنه، وورد اسمه أيضًا في ترجمة والده في الأغاني ١٦/ ٣١٩ وله أخبار في طبقات الشعراء ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>