للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان زعيمهم عبد النبي مطيريد كبير الجواري، وقد كان هذا الرجل مشهورًا بالفروسية وقيادة الحرب، واستطاع أن يقود التحالف وأن يهزم الفوايد التي كانت تسيطر على إقليم شحات وسلوق والفايدية في برقة بشرقي ليبيا، ومن أثر تلك الحروب نزحت قبيلة الفوايد إلى مصر وقطنت الفيوم والمنيا والغربية وغيرها قبل ثلاثة قرون.

[حرب الفوايد مع الجوازي في مصر]

عند نزول الجوازي إلى مصر قادمين من برقة أقاموا في محافظة المنيا وخاصة في مراكز سمالوط وبني مزار ومطاي، وعندما استقروا نزحوا إلى الشمال حيث ترابط قبيلة الفوايد وامتدت سيطرتهم إلى العطف وشنرَّا وهي مراعي كانت تقيم فيها الفوايد.

ونذكر هنا قول فيلوغة ضاربة الطبل حيث قالت: (ربيع شنرَّا والعطف كلوه الجوازي بجمالهم)، وتقصد هنا أن الجوازي يزاحمون الفوايد في مراعيهم وقد اقتحموها بإبلهم وأكلوها!! وقامت الحرب بين فرسان الفوايد وعقيدهم أو قائدهم عمَّار التايب، أما الجوازي فكان عقيدهم عبد النبي مطيريد، وقد انتصر الفوايد وهزموا الجوازي وأعادوهم حتى بلدة شلقام التي أصبحت للآن الحد الفاصل بين القبيلتين، وهنا قالت ضاربة الطبل: الحد بينا شلقام وإن جيتو للخرابة ناخذوكم. والخرابة هي إحدى القرى التابعة للفوايد، وقد كان لعمَّار التايب موضع تكريم من جميع عشائر الفوايد، وقالت فيلوغة في تكريمه: وين صهرون في الليل الرايات للتايب عمَّار.

[حرب الفوايد والجملة إخوة الجوازي]

هذه الحرب هي التي مات فيها عمَّار التايب عقيد الحرب وزعيم الفوايد، وكان عمَّار فارسًا مشهودًا له بحسن القيادة حيث قاد أغلب الحروب التي قامت بها قبيلة الفوايد، وعند وفاته بكت فيلوغة ضاربة الطبل ولم تكن تبكي على أحد

<<  <  ج: ص:  >  >>