للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يوم تثليث]

كانت سُلَيْم غزت مع زعيمها العباس بن مرداس، مُرادًا من مَذْحِج القحطانية، فجمع لهم عمرو بن معد كرب، فالتقى الجمعان بتثليث، فصبر الفريقان، ثم وقفت رحا الحرب بينهما، على قاعدة: لا نصر ولا انكسار، وفي ذلك اليوم صنع العباس بن مرداس قصيدته السينية إحدى القصائد "المُنصِفَات" (١) ومطلعها:

لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا … وأقفر منها رحرحان فراكسا

[يوم بني نصر]

أغارت بنو نصر بن معاوية من هوازن، على ناحية من أرض بني سُلَيْم، فنهض لمقاومتهم العباسُ بن مرداس في جمع من قومه، وقابلهم فأكثر فيهم القتل، وكان النَّصر في هذا اليوم حليفًا لبني سُلَيْم.

[حرب الفجار]

بعث النعمان بن المنذر لطيمة له، إلى سوق عكاظ للتجارة، وأجارها له الرَّحالُ عروة بن عتبة بن جابر بن كلاب من عامر بن صعصعة من هوازن، فنزلوا على ماء يقال له "أوارة"، فوثب البراض بن قيس أحد بني بكر بن عبد مناة بنِ كنانة - وكان خليعًا - على عروة، فقتله وهرب إلى خيبر فاستخفى بها، ولقى بِشر بن أبي خازم الأسديَّ الشاعر، فأخبره الخبر، وأمره أن يُعلم بذلك عبد الله بن جُدعان، وهشام بن المغيرة، وحرب بن أمية من قريش، ونوفل بن معاوية الديلي، وبلعاء بن قيس من كنانة، فوافى "بشر" عكاظًا فأخبرهم، فخرجوا موائلين منكشفين إلى الحرم، وبلغ هوازن ومن آزرها من قبائل قيس عيلان وخاصة بني سُلَيْم الخبر آخر ذلك اليوم، فخرجوا في آثارهم فأدركوهم قد دخلوا الحرم، وتواعدوا مثل هذه الليالي من العام القابل، ومكثت قريش ومن معها من القبائل


(١) العمدة، لابن رشيق، ص ٢١٧، الجزء الثاني، طبع مصر. وسنأتي بشيء من هذه القصيدة في فصل: "شعراء من بني سُلَيْم". وتثليث: موضع ببلاد بني عُقيل من عامر بن صعصعة، ولبني تميم منازل بها كما يبدو من سياق كلام البكري في (معجم ما استعجم)، كما أن لبني عبد الله بن غطفان بتثليث منازل، وهي على يومين من جرش في شرقيها إلى الجنوب وعلى ثلاث مراحل من نجران إلى ناحية الشمال، وتدل قصة الموقعة التي حدثت فيها على أنها لبني زبيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>