للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصعيد) وكانت مساكنهم في رأيه في بلاد قريش فأخرجتها قريش بمساعدة عساكر الفاطميين ونزلوا في بلاد إخميم أعلاها وأسفلها، ويصحح الدكتور عبد المجيد عابدين في تعليقاته على كتاب المقريزي منازل جُهَيْنة، فيقول - نقلًا عن ابن خلدون - إنها كانت ما بين الينبع - ينبع - ويثرب، في متسع من برية الحجاز، وأنه جاز منهم أمم إلى العدوة الغربية من بحر القلزم وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة إلى آخر ما سلف بيانه (١).

والهجرة لمن كان في مثل حال قبيلة جُهَيْنة القُضاعية وبني سُلَيْم العدنانية، في خفة المحمول واعتياد النجعة أمر سهل ميسور.

ويذكر محمد مرتضى الزبيدي في كتابه: "تاج العروس من جواهر القاموس" أن (بني سَليمةَ كَسَفينة: بطن من الأزد، وهم بنو مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن الأزد. وكَجُهَيْنَة وقد تقدم، والنسبة: سُلَيْمْيٌ، قال سيبويه نادر. قلت - القائل هنا هو محمد مرتضى الزبيدي - وهم إلى الآن في نواحي البحرين اجتمعت بجماعة منهم - مادة سلم -، وكرر هذا القول أيضًا مُرّة أخرى، إلَّا أنه قال: ومنهم بقية بالبحرين إلى يومنا هذا، وقد اجتمعتُ بجماعة منهم (المادة السابقة) (٢).

ولا ينفي هذا ما ثبت من المصادر الموثوق بها من أن بني سُلَيْم بن منصور نزحوا مع القرامطة إلى البحرين (بلاد الإحساء) إبان إجلاء هؤلاء من ديار الشام، وربما كان قد بقي منهم بعض بيوت آثروا المقام في البحرين فيما بعد.

صحابة من بني سُلَيْم

[من هو الصحابي؟]

اختلف في تعريف "الصحابي"، فقال النووي في كتابه: (تقريب النواوي) ما نصه: (المعروف عند المحدثين أنه - أي الصحابي - كلّ مسلم رأى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعن أصحاب الأصول أو بعضهم أنه: كلّ من طالت مجالسته على طريق


(١) البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، للمقريزي، والتعليق عليه للدكتور عبد المجيد عابدين، ص ٣٢.
(٢) تاج العروس، مادة سلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>