للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهزمه ابن جراس فانتصر ابن ثمنه بالروم، وجاء القمُّص رجار بن ينقر بن خبرة ومعه سبعة من إخوانه، وجمع من الإفرنج، ووعدهم بمُلك صقلية فداخل في بيع مية وقصد قصريانة وحكموا على من مروا من المنازل، وخرج ابن جراس فهزمه ورجع إلى إفريقية عمر بن خلف بن مكي فنزل تونس، وولي قضاءها، ولم يزل الروم يملكونها حتى لم يبق إلا المعاقل، وخرج ابن الجراس بأهله وماله صلحًا سنة أربع وستين وأربعمائة بعد الهجرة، وتملكها رجار كلها وانقطعت كلمة الإسلام منها، ودولة الكلبيين وهم عشرة، ومدتهم خمس وتسعين سنة، ومات رجار في قلعة مليطو من أرض قلورية سنة أربع وتسعين وولي ابنه رجار الثاني، وطالت أيامه، وله ألّف الشريف أبو عبد الله الإدريسي كتاب نزهة المشارق في أخبار الآفاق، وسماه قصار رجار علمًا عليه معروفًا في الشهرة والله مقدر الليل والنهار.

(انتهى نص ابن خلدون)

[(٤) ما قاله جواد علي في تاريخ العرب قبل الإسلام عن بني كلب]

قال: وكلب من قُضاعة الشهيرة، وتنسب إلى مجموعة تغلب بن حلوان، فنجدها في عرف النسابين كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، وكانوا ينزلون في الجاهلية دومة الجندل وتبوك وأطراف الشام، وقد كانت لهم لهجة لم يستعملها أحد من الشعراء في الجاهلية، ولعل ذلك بسبب اتصال هذه القبيلة بالنبط من بقية بني أرم وبغيرهم ممن لم تكن لهم لهجة نقية، فتأثرت لهجتها بهذا الاختلاط.

واشتهر من رجال القبيلة زهير بن جناب وهو ممن يدخله الإخباريون من المعمرين في الجاهلية وجعلوا في عمره أربعمائة وقعة، وجعلوه سيد قومه وخطيبهم وشاعرهم ووافدهم إلى الملوك وطبيبهم وكاهنهم وفارسهم ونسبوا إليه الأمثال والشعر وذكروا أن من شعره قوله:

ونادمت الملوك من آل عمرو … وبعدهم بني ماء السماء

<<  <  ج: ص:  >  >>