للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمشوا في الليل حتى اقتربوا من المكان الذي رأى فيه الإبل، وفي الصباح صبحوا القوم وسرعان ما هرب أحد الرعاة فلحقه صالح فأمسك به وقص أذنيه وقال له: "اخبر قومك بأن صالح بن مهرة وقومه قد وصلوكم" وذهب الراعي إلى قومه وصاح بهم ففز القوم وقالوا له (عسى ما هو شر) فقال الراعي: "هل به شر غير هذا" فإذا بهم يرون الدماء تتقاطر من أذنيه، والتقى الطرفان وقامت المعركة بينهما وكان النصر لصالح بن مهرة وقومه وأخذوا الإبل والقلايع ثم أنشد صالح ابن مهرة الغيثاني المري هذه القصيدة:

قال ابن (مهرة صالح) ضم عيره … وغدا لها عقب الحيال نكال

حيّلتها ست وسبعٍ عسفتها … واستبدلت عقب الرباخ اقفال

روّحتها من عند ربعي مشيحه … وشفت الخلايا بالعصير ثقال

ومع غروب الشمس عدّيت معتلا … وحققت بعيوني طوارف مال

ومع صلاة الصبح حولت لابتي … للقوم واشتد النهار وطال

سرنا على القوم ونخنا وناخوا … ثم صار من بين الجموع قتال

سرنا على جمع المعادين بالقنا … وفرنجي يشضي العضام نوال

خذنا قلايعهم وخذنا حلالهم … واللاش كسبه فيه وضلال

وقد ريت ذا يدرج حوار وريت ذا … يلقي البكار المسمنات جمال

سجن دواهم ترثه (الغيهباني) (*)

وقعة أم أثلة:

وقعت هذه المعركة بين ركب من آل مرة وأهل الشارقة و (أم أثلة)، هى بشر تقع في (الجوب) في السنام في ديرة آل مرة، كان بعض آل مرة قد نزلوا على هذه البئر وهم ثلاثة بيوت فقط فأقبل عليهم أهل الشارقة وأخذوا الإبل من المضمى وساروا بها قبل أن يلحق بهم الطلب حيث قال عقيدهم: كل منكم يوسم إبله، أما هؤلاء (المأخوذين) فقد أرسلوا رجلين من الرجال الأشداء على ذلولين من خيرة الهجن إلى آل مرة الذين هم أمام القوم الذين أخذوا الإبل وسرعان ما


(*) ديوان الغيثاني ص ١٦٩ - ١٧٠ مع بعض التصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>