للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العودة إلى ابن ناحل، ولكن بصحبة شاب من حرب]

يقول داوتي مواصلا حديثه عن هذا الموقف الجديد: (وفي الصباح تركني معتوق عندهم وهرب بعد أن أخذ كامل حسابه. فأخبرت مضيفي الجديد واسمه مطلق - وهو من حرب - أنني أريد الذهاب إلى القصيم، فاقترح عليّ أن نذهب إلى خلف بن ناحل لنتدّبر الأمر. وسرنا باتجاه ابن ناحل وبعد أن قطعنا نصف ميل تقريبًا اعترَضنا فارس بيده رُمْح. لقد عرفته فقد كان بالأمس في مجلس ابن ناحل وكان هو المعارض الوحيد لي. إنه طلق الأخ الأكبر لمضيفي. . . إلخ).

ويواصل داوتي سرد قصته فيقول: (وصرَخ طلَق في وجه أخيه مُعَنّفًا أخاه الذي انخدع بقصتنا وترك الهتيمي يذهب قبل أن يتأكد من الأمر، وشهَر سلاحه وقال إنه سيلحق بالهتيمي ليرده وينتقم منه هو والنصراني) (١).

[مطلق الحربي: شهامة ومروءة!]

ويواصل داوتي سرد قصته مُشيدا بموقف رفيقه الجديد مطلق الحربي، ومعجبا بشهامته ووقوفه إلى جانب الغريب الذي لجأ إليه وان كان كافرا، فيقول بعد أن ذكر تهديد أخيه طلَق له: (لكن مطلق رَدَّ على أخيه بحزم: والله حتى لو كان نصرانيًّا فلن تمسّه بسوء. أليس هو في ضيافتنا الآن؟، كما أنه غريب!. وركب طلَق فرسه في إثر الهتيمي. أما نحن فواصلنا سيرنا إلى ابن ناحل الذي وجدناه قد رحَل بالأمس من منزله السابق. وصلنا إلى ابن ناحل وقت الظهيرة وكان نائمًا. واستغرب الجميع عودتي. لكن صاحبي مطلق واجه الجميع محاولًا الدفاع عني. وبعد لحظات استيقظ خلف، وجاء بنفسه، وقال بعد أن نظر إليّ: هذا خليل مرة ثانية! والآن يا خليل؛ لقد تخلَّى عنك الهتيمي الـ. . . . .!. والله لو عرفت أنه أخذ كامل الأجرة لقطعت رأسَه وعقرت ذلوله. ثم خاطب أولاده: لا بأس اعملوا القهوة. فأجابه الولد: لقد جهّزنا القهوة وها نحن نشرب منها .. فقال له اعمل قهوة جديدة ولا تدَّخر منها شيئًا!) (٢).


(١) المصدر السابق ص ٣١٢.
(٢) المصدر السابق ص ٣١٢ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>