للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورد عليه حسان بن ثابت الأنصاري بقصيدة جوابية سأذكر أبياتًا منها:

أتَاني عَنْ أُمَيَّةَ ذَرْوُ قَوْلٍ … وَمَا هُوَ بالمَغِيبِ بِذِي حِفاظ (١)

سأنْشرُ إنْ بقيتُ لكم كلامًا … يُنَشَّرُ في المجامعِ منْ عُكاظِ

تَغُضُّ الطَّرْفَ أَنْ أَلْقَاكَ دُوني … وَتَرْمِي حِينَ أُدْبِرُ بِاللِّحَاظِ (٢)

أهبان (*) بن غادية الخزاعي

قتل أهبان بن غادية الخزاعي، رَبيعَةُ (٣) بن مُكَدَّم، وهو من بني كَنَانَة، بينما تقول قيس: قتله نُبَيْشَةُ بن حبيب السُّلميُّ، وأُهْبَان هذا أخو نبيشة لأمه، وكانا أتاه زائرًا، وأغار ربيعة بن مُكدم على بني سُليم، فخرج أُهبان مع أخيه نبيشة، فحمل عليه فقتله، وحمل أخو ربيعة على أُهبان ففاته. وفي ذلك يقول أهبان الخزاعي:

وَلَقَدْ طَعَنْتُ رَبِيعَةَ بنَ مُكَدَّمٍ … يَوْمَ الكَدِيدِ فَخَرَّ غَيرَ مُوَسَّدِ

في عَارِضٍ شَرِقٍ بَنَات فُؤادِهِ … منهُ بأَحْمَرَ كالنَّقيعِ المُجَسَّدِ (٤)

وَلَقَدْ وَهَبْتُ سِلَاحهُ وَجَوادَهُ … لَأَخي نُبيْشَةَ قَبَلَ لوْمِ الحُسَّدِ

وقال أخو ربيعة يجيبُه:

فَاتَ ابنُ غَاديةَ المَنيَّةَ بعدَما … رَفَّعْتُ أسْفَلَ ذَيْلِهِ بالمطرَد (٥)

قُلْ لابنِ غَادِيَةَ المُتَاحِ لِقَتْلِنَا … مَا كَانَ يَقْتُلُنا الوَحيَدُ الْمُفْرَدُ (٦)

يُريدُ أن أُهبانَ مُفردٌ من قومه في أخواله.


(١) قوله ذرو قول: أي طرف من قول لم يتكامل، قال ابن الأثير، الذرو من الحديث ما ارتفع إليك وترامى من حواشيه وأطرافه من قوله ذرا لي فلان أي ارتفع والحفاظ: المحافظة على العهد.
(٢) ديوان حسان بن ثابت. ص ٢٩٧، ٢٩٨.
(*) الكامل للمبرد ٣/ ١٤٥٨ الأغاني ١٦/ ٢٤.
(٣) هو أحد فرسان مُضَر المعدودين وشجعانهم المشهورين.
(٤) صدر البيت "في ناقع شرقت بما في جوفه" والمسجد: المخلوط بالزعفران. (أغاني ١٦/ ٤١).
(٥) المطرد: رمح قصير يطارد به الفارس.
(٦) في البيت إقواء.

<<  <  ج: ص:  >  >>