للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حروبه]

لما خرج بابك الخُرّميُّ على خُراسان وأوقع الخوارج بأهل قرية الحمراء من أعمال نيسابور، وأكثروا فيها الفساد واتصل الخبر بالمأمون بعث إلى عبد اللَّه وهو بالدَّيَنورِ يأمره بالخروج إلى خراسان، فخرج إليها في النصف من شهر ربيع الآخر سنة (٢١٣ هـ) وحارب الخوارج وقدم نيسابور في رجب سنة (٢١٥ هـ) (١).

[شاعريته]

أعطى المأمون عبد اللَّه بن طاهر مال مصر لسنة خراجها وضياعها فوهبه كله وفرقه في الناس ورجع صفرًا من ذلك فغاظ المأمون فعله، فدخل إليه يوم مقدمه فأنشده أبياتًا قالها في هذا المعنى:

نَفسي فداؤُكَ والأعنَاق خاضعةٌ … للنَّائباتِ أبيّا غير مُهتَضمِ

إليكَ أَقْبَلَت من أرضٍ أَقَمْتُ بها … حَولَين بَعدك في شوقٍ وفي أَلمِ

أَقْفو مساعيك اللاتي خُصصتَ بها … حَذوَ الشِّراك على مَثَل من الأدمِ

فكان فضليَ فيها أنني تَبَعٌ … لما سننتَ من الإنعامِ والنِّعمِ

ولو وُكِلتُ إلى نفسي غَنيتُ بها … لَكن بَدأتَ فلم أَعجز ولم أُلَمِ (٢)

فضحك المأمون وقال: واللَّه ما نَفِسْتُ عليك مكرُمةٌ نلتها ولا أُحدوثة حَسُن عنك ذكرها، ولكن هذا شيء إذا عوَّدتَه نفسك افتقرتَ ولم تقدر على لَمَّ شَعَثِك وإصلاح حالك، وزال ما كان في نفسه.

[قصته مع محمد بن يزيد الأموي]

قال عبد اللَّه بن طاهر قصيدنه التي يفخر فيها بمآثر أبيه وأهله ويفخر بقتلهم المخلوع (الأمين) عارضه محمد بن يزيد الأموي الحصني، وكان رجلًا من ولد مسلمة بن عبد الملك، فأفرط في السَّب وتجاوز الحد في قبح الرد، وتوسط بين القوم وبين بني هاشم فأربى في التوسط والتعصب، فكان مما قال فيه:


(١) وفيات الأعيان ٣/ ٨٣.
(٢) الأغاني ١٢/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>