للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانتقل طرود من ذلك المحل سائرين إلى أن وصلوا عقلة الطرودي، وكان ذلك في حدود عام ٧٩٧ هـ/ ١٣٩٥ م.

وكان استقاء طرود في المرة الأولى من وادي بودخان ومن وادي تاقرارات الذي كان يأتي إلي سوف وصار يجري في تلك النواحي خاصة وفي هذه المرة احتفروا في الموضع المُسمى الآن عقلة الطرودي سبعة آبار وفي الأخيرة منها مات رجل منهم يقال له شداد بن حارث الطرودي فسميت به، والعرب يسمون الآبار الكثيرة المتقاربة عقلة.

وكان لهم من المواشي (الإبل، والغنم، والخيل، والبغال، والحمير) شيء كثير عمَّ تلك الأرض، ولهم من الذخائر العربية والأموال والحلي والأسلحة ما لا يحصى عددها، واضطروا من أجل مواشيهم الدخول في أطراف الجبل مع كثرة برده ومطره وتارة يقصدون أهل الزاب وتارة يذهبون إلى الصحراء القبلية فيتعمقون فيها وإذا اشتد الحر يرجعون من أجل قلة الماء لهم ولمواشيهم.

[انتقال طرود إلى الوادي سوف]

قال الشيخ العدواني: بعد أن كانت طرود بعقلة الطرودي إبلهم ترعى في الميتة وأبي دخان وكانت لهم سطوة عظيمة وصيت عال وقوة فخيمة بعثوا منهم رجلين وهما عمارة بن سالم والأسود بن سارية يطوفان في الأرض لعلهما يجدان متسعا يرفع مواشيهم حيث كانت تلك الأرض لا تسعهم، فوصلا العجيلة فالتقيا ببعض الرعاة هناك من بني عدوان فسألاهم عن أرضهم وكلئهم (حشيشهم) وعيشهم فذكروا لهما خيرا، فتقدما إلى قصور عدوان فوجدوا بها أَمة اسمها شحمة وعبدا اسمه شكر وشيخا كبيرا قد عمر مائة وعشرين سنة قد علم أخبار الأولين ونبغ في الكهانة، وكانت الأَمة فوق كثيب عال من الرمل وبيديها طبل من

<<  <  ج: ص:  >  >>