نحاس يُسمع من بعيد فإذا رأت من لا تخشاه ضربته ضربة واحدة لماذا رأت من تخافه ضربته ضربتين.
قال القدماء: إذا أتاها عدو ضربته بعنف وقوة وإذا أتاها صديق ضربته بلين ورفق، فلما وصل الرجلان إلى العجوز أنكرتهما وظنتهما أعداء فضربت الطبل بقوة فخرج قوم من بني عدوان بأسلحتهم فلما التقوا بهما رأوهما غير متأهبين للقتال فلم يقتلوهما وفرحوا بهما، قال لهما شكر؛ زوج الأَمة: إن كنتما في حاجة إلى الأكل فسآتي لكما بالخبز والماء وإن كنتما تسألان عن شيء فاقصدا الشيخ الكبير الذي بالقصر (البلد)، فذهبا إليه وسلما عليه ثم سألهما الشيخ عن قبيلتهما وما يريدان منه فأخبراه بما كان. فقال لهما الشيخ: إن قبيلتكما طرود ستملك في أرض سوف وستبقى بها أبدًا.
فقال الرجلان لبعضهما: حيث ظهر لنا هذا الخبر من الشيخ المبارك وقد أعجبتنا هذه الأرض الواسعة (أي أرض سوف) فعلينا أن نرجع إلى قومنا ونخبرهم فرجعا وأخبراهم بجميع ما رأيا وسمعا.
ثم إن بعض طرود وهم أولاد أحمد أتوا إلى محل الوادي الآن ونزلوا قرب سيدي مسطور. وفي ذلك الوقت كان سيدي مسطور قد سبق وقد أتى من المغرب ونزل بقرب أهل تكسبت فلم يأنفوا منه ثم انقطع وحده للعبادة بمحل زاويته المشهورة الآن بالوادي وكان عند قدومه جعل عريشا (زربية) من حطب وحلفاء يبعد عن تكسبت (تكسبت القديمة) بنحو ميل من الجهة الجنوبية.
والصحيح أنه أتي من القيروان كما سيذكر إن شاء الله.
ثم بعد زمن قليل تلاحقت الناس ونزلوا قرب مكان أولاد أحمد الآن. ففرح بهم سيدي مسطور غاية الفرح وأكرمهم، وكان صاحب ماشية كثيرة قل من