كان له مثلها في ذلك الحين، وكان وقت دخولها إلى الوادي عام ٨٠٠ هـ الموافق ١٣٩٨ م.
وخافهم أهل تكسبت وانتشرت طرود قطعا قطعا من محل الوادي الآن إلى سندروس ووادي العلندي ونواحي الفولية وبورقيبة، فظفروا بالحجر على وجه الأرض وأخبروا به زعماءهم معزموا علي بناء قرية هناك أو قرب محل تاغزوت الآن وهو القدائم، فأشار عليهم زعماؤهم بعدم بنائها هناك وأوصوهم بجعلها في مكان قرب تكسبت.
وفي ذلك الحين قدم أيضا من المغرب رجل صالح من أشياع العلويين (أي المتمسكين بسنتهم) يسمى عبد الله بن أحمد ومعه عبد يخدمه، فنزلا على أهل تكسبت ففرحوا بهما وأكرموهما لظنهم أن لا معرفة لهما بطرود والحال أن الرجل المذكور (أي الشيخ عبد الله) كان بنفطة وانتقل منها فمر على طرود عندما كانوا بعقلة الطرودي فأكرموه، وعرف منهم أناسا ثم ذهب من عندهم إلى المغرب فاتصل بأحلاف العلويين وتمسك بشعائرهم وانقطع للعبادة ونبذ الدنيا وراء ظهره وترك التزوج .. وبعد نحو سنتين وقعت له إحنة مع بعض المجاورين فهجرهم وأتى إلى سوف، وعند دخوله إليها لم يجد من كان قد عرفه من طرود لتفرقهم فقصد بلدة تكسبت ونزل بها ففعلوا معه ما ذكر من الإكرام، ويذكر البعض أن أهل تكسبت ألحوا عليه بالتزوج فتزوج منهم واختلط بهم وكان قلبه يميل إلى طرود ويسأل عن محبيه منهم حتى التقى بهم فأوصوه بكتم ذلك عن أهل تكسبت مخافة أن يفعلوا به شيئًا.
ثم وقع خلاف خفيف بين طرود وأهل تكسبت بسبب الماء لقلته في ذلك الوقت لأنه كان من الغدران ومن حفر في مجرى الوادي (وادي النازية).